لا تزال حادثة الطائرة التونسية القادمة من تونس إلى مدينة نيس الفرنسية (الرحلة BJ586) تثير الكثير من الجدل بعد أن كادت أن تتحول إلى كارثة مساء الأحد 21 سبتمبر 2025، حين اتجهت الطائرة نحو المدرج الخطأ في ظروف جوية صعبة للغاية.
الطائرة على المدرج الخطأ
وكشف شكري الدّاهش، مدير راديو Euro Maghreb بمرسيليا، في تصريح لإذاعة الجوهرة أف أم اليوم الاثنين، أنّ التحقيقات الأولية أظهرت أن الطائرة التونسية انحرفت نحو المدرج 04R، حيث كانت تتواجد طائرة تابعة لشركة “إيزي جيت”، في حين كان من المفترض أن تتجه إلى المدرج 04L.
سوء الطقس وضعف التنسيق
وأوضح الدّاهش أنّ سوء الأحوال الجوية وضعف الرؤية لعبا دورًا رئيسيًا في ما حصل، مبيّنًا أنّه “في مثل هذه الظروف، يُفترض أن يتدخل برج المراقبة بحزم ويوجّه الطيار بشكل مباشر، لكن ذلك لم يحدث”. وأضاف أنّ التحقيقات أثبتت أنّ الإضاءة على المدرج لم تكن بالكفاءة المطلوبة، ما زاد من صعوبة الموقف بالنسبة لقائد الطائرة.
مسؤوليات مشتركة
وفي ما يتعلّق بالمسؤوليات، أشار الدّاهش إلى أنّ “قائد الطائرة ارتكب خطأً تقنيًا، لكن برج المراقبة يتحمّل بدوره جزءًا من المسؤولية بسبب عدم التدخل في الوقت المناسب”. واعتبر أنّ العقوبات المحتملة في حال تحميل المسؤولية للطيار قد تتراوح بين خطية مالية وإعادة التكوين أو حتى سحب الرخصة، غير أنّه استبعد هذا الاحتمال باعتبار أنّ القائد تدارك الوضع في اللحظة الأخيرة وتفادى الاصطدام.
تحقيق متواصل
من جهتها، أعلنت شركة الطيران “نوفالار” أنّه تم فتح تحقيق رسمي للوقوف على ملابسات الحادثة، التي جرت في ظروف جوية استثنائية تميّزت بأمطار غزيرة جدًّا وضعف شديد في الرؤية، مؤكدة أنّ سلامة الركاب لم تتعرض في أي لحظة لخطر مباشر بفضل سرعة تدارك قائد الطائرة.
إنذار حول السلامة الجوية
وتعيد هذه الحادثة إلى الواجهة ملف السلامة الجوية وتنسيق العمل بين الطيارين وأبراج المراقبة، خصوصًا في المطارات الدولية التي تشهد كثافة حركة جوية، ما يفرض مزيدًا من التدقيق في ظروف الطقس والإضاءة وإجراءات الهبوط لتفادي تكرار مثل هذه المواقف الخطيرة.