استضاف برنامج “L’Expert ” في حلقته الثانية والعشرون من الموسم الخامس الذي يبث على قناة ” تونسنا ” مجموعة من الأساتذة والخبراء والمستشارين للحديث عن قطاع الرياضة باعتبارها قاطرة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية وفيما يلي نص الحديث:
السيد فوزي بن عيسى: رئيس غرفة التجارة والصناعة للشمال الغربي ببنزرت
غرفة التجارة والصناعة للشمال الغربي ببنزرت غرفة جهوية ولكنها تشعّ على جهة كاملة وامتياز غرف التجارة والصناعة يتمثل في تواجدهم على كامل تراب الجمهورية في ثمانية غرف والمميّز هنا ان كل الغرف تتكامل كع بعضها البعض ومخرجات الندوة التي ستقام اليوم ستكون شهادة لغرفنا المتواجدة في بقية الجهات الأخرى والتي ستنتج على منوال غرفة التجارة والصناعة ببنزرت.
ويعتبر التحظير الذي نقوم به هو في نطاق اهتمام وطني ولكن هذا الاهتمام سيكون له مردودية على الجهة.
ويعتبر موضوع الندوة التي ستقام اليوم ليس جديدا ولكنه لم يتناول من قبل بطريقة شاملة وتعتمد على كل المحاور في فضاء واحد مع مختصين متنوعين ولكن اتجاهاتهم تصب في نفس الاتجاه الا وهو الإقلاع بالقطاع الرياضي لأنه كقطاع بصدد القيام بإشعاع كبير لتونس ويقدم سمعة جيدة جدا لتونس وخاصة في الوقت الر اهن الذي نعيش فيه وقد عايش الجميع الانجاز الذي قامت به انس جابر وقبلها ما قام به مالك الجزيري فعند الذهاب الى استراليا والخليج او أي مكان في العالم وتترك سمعة طيبة لتونس ليس فقط في حيث النتائج وانما كذلك من حيث الصورة التي نقدمها عن تونس.
والهدف من الندوة التي سنقوم بها هو الحديث عن الرياضة من ناحية الإنجازات وكذلك عن المشكل او التناقض الذي نراه فنحن هنا نرى نتائج ولكن من الناحية الأخرى عندما نرى المنشآت الرياضية وطريقة التسيير والفوضى التي نراها في المدارج والان أكثر الممارسات تقام بدون جمهور… بمعنى اننا نعرف مشاكل كبيرة فاذا لا نقوم بمعالجة المشكل بالتحديد فسنبقى دائما في هذا الطريق لذلك فكرنا مليا في طرح الحلول لأنها موجودة فنحن هنا بعد 14 جانفي 2011 فازت تونس بلقب “الشأن” وبعد ذلك فزنا بلقب كاس افريقيا في كرة اليد وكذلك كاس افريقيا في كرة السلة وكرة الطائرة وهذا دون اعتبار مشاركات الألعاب الفردية والمعوقين الذين فازوا بالعديد من الميداليات، فتونس هنا لديها العديد من الميزات فهي تقريبا اول بلد افريقي في كل الرياضات وكذلك اول بلد عربي.
والاشكال يتمثل بالرغم من النتائج والمؤهلات الموجودة في تراجع كل شيء فمثلا عندما نأخذ فريق النادي الرياضي البنزرتي الذي مازال موجودا بقدرة الله اذ لا يمكن لأي فريق ان يعيش مدة أربع سنوات دون ميدان للعب والتدريب وكذلك دون وجود حافلة وكذلك نرى وضع النجم الرياضي الساحلي المرغم لمدة موسمين على اللعب خارج ميدانه والامثلة هنا عديدة.
وأريد الإشارة هنا، الى اننا قسمنا الندوة التي ستقام الى ثلاث محاور أساسية ويتمثل المحور الأول في حالة المكان والذي سيشرف عليه السيد ماهر بن عيسى وهو رياضي وكان رئيس نادي المستقبل الرياضي بالمرسى ثم رجل اعمال ناجح وقد تم اختيار السيد ماهر بن عيسى باعتباره يمثل الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص وهنا سنفكر بطرق التمويل وطرق النهوض بالرياضة وبالمنشآت الرياضية لأننا نعرف ان إمكانيات الدولة وللأسف محدودة ان لم نقل معدومة ولذلك سيكون لدينا الموارد الذاتية من رجال الاعمال والذين لا يمكن ان نستقطبهم الا عند وجود مردودية فرجل الاعمال يستثمر فقط عندما تكون هناك فرصة للربح لا للخسارة فبالنسبة له عندما تقدم له الأرضية المناسبة وتقدم له الإمكانيات المتوفرة وحتى تستطيع استقطابه وجلب اهتمامه لابد من ان نقدم له ثقافة الاستثمار في الرياضة فبر تقديم التجارب الناجحة في هذا الميدان والتعريف بالبلدان التي اصبح لديها مردود هام من الاستثمار الخارجي بالنسبة للمدارس الرياضية ونذكر منها المدرسة الاسبانية والألمانية والأرجنتينية…
وأريد الإشارة هنا، الى اننا عشنا هذا الامر في تونس بعد سنة 1978 وشاهدنا الإطار التونسي كيف غزا الخليج ولدينا عدة طاقات وفنيين تونسيين متواجدين في كل انحاء العالم ويسيرون ويشاركون في عدة فرق أوروبية والامر الذي يحز في نفسي هنا انه عندما أرى وجود الإمكانيات الكبيرة مع الأسف لا نقوم باستغلالها كما يجب.
وبالنسبة لغياب الوعي وعقلية الاستثمار الخاص في الرياضة ووجود مؤسسات رياضية مهيكلة، اشير الى ان القانون موجود في رفوف مجلس نواب الشعب منذ ثلاث سنوات والى الان لم يتم التطرق اليه ولا نعرف الغاية من ذلك والأكيد هنا اذا اردنا النهوض بهذا القطاع، يجب علينا تمرير قانون الهياكل الرياضية وتحيينه اذا دعت الضرورة حتى يواكب الوضعيات الموجودة ثم يجب تفعيل قانون الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص فصحيح تمت المصادقة عليه من قبل مجلس النواب السنة الفارطة ولكن النصوص التطبيقية غير موجودة لذلك يجب ان نسرع بهذه الأمور حتى لا نخسر الوقت لان التوقيت في هذه الأمور هام جدا وكلما اسرعنا ربحنا الاستثمار وربحنا الاستثمار وربحنا في التكلفة واذكر هنا بانه اذا لم نتموقع في الوقت المناسب فمن الأكيد ان نخسر مكاننا.
ولابد من الإشارة هنا الى انه من خلال القيام بالندوات والتظاهرات نخلق ثقافة استثمار ونتكلم ونوضح المطلوب فمثلا من خلال الندوة اليوم لدينا مخرجات سنسميها “نداء بنزرت” وسنرسل هذا النداء الى كل من يهمه الامر ومن خلال ذلك نريد تحقيقات وانجازات ونريد بعد ذلك ان نحسس وزارة الشباب والرياضة او الحكومة بأهمية الاستثمار في هذا القطاع.
وأؤكد هنا اننا خلال الندوة لن نتحدث فقط عن النقائص والمشاكل والتحاليل فهي معروفة أساسا للجميع وانما نريد تقديم مقترحات عملية والتي تمكننا من الغد البدء في العمل بها فعند الحديث مثلا بين القطاع العام والخاص فالدولة هنا تساهم بالبنية التحتية الأساسية وتبقى دائما ملك للدولة التونسية ويقوم باستغلاله بالقيام بالمنشآت اللازمة ثم هناك امتياز موجود الان في تونس يتمثل في أن المستثمر إذا أردنا اخذ قرض ما بعين الاعتبار ذلك الاستثمار.
لذلك وجب علينا جلب المستثمرين الذين لديهم الإمكانيات وخاصة من لديهم علاقة بالرياضة ومعرفة جيدة بها لذلك فالإمكانيات موجودة ولكن المهم هنا معرفة كيفية تثمين ذلك والاستمرار فيه.
وأريد التأكيد هنا الى ان غايتنا تتمثل في الوصول الى الموارد الذاتية للجمعيات الرياضية ولا يجب ان تكون مشخصة في يد شخص معين والذي يهمنا الان هو كيفية تطوير الرياضة بالاستثمار في القطاع الخاص ثم كذلك لدينا امر هام جدا في تونس ولا نقوم باستغلاله وهو جاليتنا الموجودة بالخارج والتي لديها إمكانيات كبيرة ولديها طموح بالقيام بمشاريع والا التونسيين الذين يرغبون في الاستثمار ولكن لا يملكون فكرة في قطاع الاستثمار وهذه فرصة يجب ان نستغلها ونضع امامه الأرضية المهيكلة وواضحة والتي يمكن ان يستغلها.