كشفت دراسة علمية حديثة عن انخفاض حاد في أعداد الفقمات في القارة القطبية الجنوبية، نتيجة ذوبان الجليد البحري المتسارع بفعل الاحتباس الحراري، ما يهدد التوازن البيئي في واحدة من أكثر مناطق العالم هشاشة مناخيًا.
وبحسب ما نشرته مجلة Global Change Biology، فإن أعداد فقمة ويديل –التي تعتمد على الجليد البحري المستقر للتغذية والتكاثر– انخفضت بنسبة 54% منذ عام 1977، بينما تراجعت فقمة الفراء القطبية الجنوبية بنسبة 47% نتيجة تغيرات السلسلة الغذائية.
بيانات طويلة الأمد تؤكد الأزمة
الدراسة التي أجراها هيئة المسح البريطاني للقطب الجنوبي استندت إلى بيانات تعود لـ 5 عقود، استخدمت فيها تقارير ميدانية وصور أقمار صناعية منذ عام 1982، لمراقبة 3 أنواع من الفقمات في جزيرة سيجني: فقمة ويديل، فقمة الفراء القطبية الجنوبية، وفقمة الفيل الجنوبية.
وبينما لم تُظهر فقمة الفيل الجنوبية انخفاضًا ملحوظًا حتى الآن، فإن الباحثين يحذرون من أن الأنواع الثلاثة باتت مهددة بفعل تقلّص الجليد واختلال الشبكة الغذائية.
ذوبان تاريخي للجليد البحري
في سابقة مناخية خطيرة، سجّل عام 2023 أدنى مستوى للجليد البحري حول القارة القطبية منذ بدء القياسات بالأقمار الصناعية عام 1978، إذ تراجعت المساحة إلى 1.91 مليون كيلومتر مربع في فبراير/شباط من ذلك العام، وفق المركز الوطني الأميركي لبيانات الثلج والجليد.
تحذير علمي
قال الدكتور مايكل دان، المؤلف الرئيسي للدراسة:
“للمرة الأولى لدينا بيانات طويلة الأجل تُظهر بشكل واضح كيف تؤثر التغيرات المناخية على الحياة البرية القطبية. النتيجة مثيرة للقلق العميق”.
وأضاف أن الفقمات ليست وحدها المتأثرة، بل إن انهيار شبكة الغذاء القطبية بأكملها بات احتمالًا قائمًا، خصوصًا مع اشتداد العواصف، وارتفاع حرارة المياه، واستمرار ذوبان الجليد البحري بوتيرة قياسية.