حنان العبيدي
تشهد تونس ومنطقة البحر الأبيض المتوسط دينامية متسارعة في مجالات الاستثمار والابتكار الرقمي والتكنولوجي، وسط جهود مشتركة من فاعلين محليين ودوليين لتعزيز التكامل الصناعي والاقتصادي. في هذا الإطار، نظمت كنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية “كونكت”، بالشراكة مع شبكة أنيما للاستثمار، تظاهرة أيام التكنولوجيا بتونس، في هذا الإطار، قدّم كل من رئيسة الهيئة التونسية للاستثمار، سفير الاتحاد الأوروبي، وسفيرة فرنسا في تونس رؤى استراتيجية حول دور تونس كمحرك رئيسي لجذب الاستثمارات، وكمركز لتطوير سلاسل القيمة الصناعية والرقمية، وداعم للابتكار وريادة الأعمال عبر شراكات محلية وأوروبية راسخة.
رئيسة الهيئة التونسية للاستثمار: نعيمة عيادي تؤكد دور الهيئة في جذب الاستثمارات
أكدت نعيمة عيادي، رئيسة الهيئة التونسية للاستثمار (TIA)، استمرار جهود الهيئة لتعزيز مناخ الأعمال في تونس وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، عبر تبسيط الإجراءات وتقديم الدعم اللازم للمستثمرين.
وأوضحت خلال مشاركتها في تظاهرة أيام التكنولوجيا بتونس، أن الهيئة تعمل على تطوير أدوات مبتكرة لتسهيل الاستثمار في مختلف القطاعات، بما يسهم في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام.
وشددت على أهمية الشراكات الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص، ودورها في دعم المشاريع ذات القيمة المضافة العالية، خاصة في مجالات التكنولوجيا، الطاقة المتجددة، والصناعات الحديثة، مؤكدة التزام الهيئة بتوفير بيئة استثمارية جاذبة ومستقرة تعزز الموقع التنافسي لتونس.
سفير الاتحاد الأوروبي بتونس: دعم التكتلات الريادية ودمج سلاسل القيمة الصناعية والرقمية
خلال افتتاح النسخة السادسة من ” Mediterranean Tech Days ” ، شدد سفير الاتحاد الأوروبي بتونس على أهمية التكتلات الريادية في تعزيز التعاون بين ضفتي المتوسط، مؤكداً دعم الاتحاد الأوروبي لهذه البرامج لتطوير قدرات التكتلات وتشجيع التبادل ومواكبة الإصلاحات الاقتصادية.
وأكد السفير الدور الاستراتيجي لتونس في دمج سلاسل القيمة الصناعية والرقمية وتعزيز الابتكار والاستدامة، مع العمل على تقوية الاستقلالية الإقليمية والسيادة الرقمية، وفق منهجية القرب الجغرافي (Nearshoring).
وأشار إلى أمثلة ناجحة مثل تكتل الميكاترونيك Asus وتكتل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات Asfax، مشدداً على أهمية مشروع Medusa كبنية تحتية لتعزيز الاتصال الرقمي ونقل المعرفة وربط الجامعات بالمؤسسات، داعياً إلى استثمار هذه الفعاليات في بناء شبكات تعاون إقليمي مستدامة.
سفيرة فرنسا بتونس: الابتكار والتعاون الأورو-متوسطي ركيزة مستقبلية ودور تونس استراتيجي
أبرزت Anne Guéguen، سفيرة فرنسا في تونس، خلال نفس الفعالية، الدور المحوري للتعاون الأورو-متوسطي في مجالي الرقمنة والذكاء الاصطناعي، مشيدة بالاختيار الاستراتيجي لموضوع الدورة: المرونة الرقمية في منطقة المتوسط.
وشددت على ضرورة تعزيز سلاسل القيمة الإقليمية، موضحة أن تكاملها بين تونس وفرنسا يخلق فرص عمل وقيمة مضافة ويعزز مرونة الاقتصاد الأوروبي، واصفة التعاون بأنه “مصلحة متبادلة مستدامة”.
وأكدت أن منطقة المتوسط تمتلك مقومات لتكون فاعلاً رئيسياً في الذكاء الاصطناعي، داعية إلى المشاركة الفعالة في النقاشات الدولية لتجنب التبعية التكنولوجية وفقدان السيادة الرقمية، وذكرت بالكابل البحري Medusa كخطوة استراتيجية لدعم الاتصال الرقمي والتكامل التكنولوجي.
كما استعرضت ثلاث أولويات فرنسية للمنتدى المتوسطي للذكاء الاصطناعي: الإطار الأخلاقي والقانوني، تطوير الكفاءات والاحتفاظ بها، ودعم تمويل الابتكار والبحث والتطوير.
تعكس هذه التصريحات الثلاثة الرؤية المشتركة لتعزيز الابتكار، الاستثمار، والتكامل الرقمي والصناعي في تونس والمنطقة المتوسطية، مع التركيز على الشراكات الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص ودعم السيادة التكنولوجية، ما يرسخ مكانة تونس كمركز جاذب للاستثمارات والتقنيات الحديثة.
