تستعدّ تونس يوم 2 ديسمبر 2025 لإعادة فتح “المتحف الروماني والمسيحي المبكّر بقرطاج” بعد أشغال تهيئة شاملة انطلقت منذ أفريل 2024، وفق ما أكّده المعهد الوطني للتراث. ويُمثّل هذا الافتتاح محطة مهمّة ضمن جهود صون التراث التونسي وتجديد فضاء يعرض جزءًا أساسيًا من ذاكرة قرطاج، المصنّفة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
تهيئة موسّعة وطريقة عرض جديدة
شهد المتحف سلسلة من عمليات الترميم والتأثيث وإعادة تنظيم مسالك الزيارة، في إطار مقاربة حداثية تراعي المعايير الدولية لتثمين المجموعات المتحفية. ويعرض المتحف نتائج حفريات كنائس ومنزل وسيرك قرطاج، إضافة إلى فخار مستخرج من الموانئ البونية، حيث يمتاز المحتوى بدسمته ودقة معلوماته وطابعه التربوي.
وفي إطار الاستعداد للموعد المرتقب، أدّى المدير العام للمعهد الوطني للتراث، طارق البكوش، زيارة تفقد لمتابعة انتهاء الأشغال التي أشرفت عليها دائرة التنمية المتحفية، بمشاركة خبراء تونسيين وأجانب. وشهدت الزيارة لقاءً بالباحث الأمريكي John Humphrey الذي ساهم في اكتشاف العديد من القطع المعروضة، وقد ثمّن البكوش جهوده وهبته المالية التي دعمت تجهيز المتحف وبرنامجه العلمي.
حملة تنظيف ومساعٍ لتثمين الموقع
رافقت أشغال التهيئة حملة تنظيف واسعة نفّذتها وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، شملت محيط موقع قرطاج والمسالك المؤدية إليه، بهدف تهيئة فضاء خارجي يليق بالقيمة التاريخية للمعلَم. وتأتي هذه الجهود ضمن رؤية وزارة الشؤون الثقافية الرامية إلى تثمين التراث الوطني وتعزيز إشعاعه.
تاريخ من الإغلاقات والصيانة
عرف المتحف منذ سنة 2010 عدّة عمليات غلق للتهيئة والصيانة. وأعيد فتحه سنة 2021 بعد استرجاع تمثال “غانيماد” التاريخي الذي سُرق سنة 2013، قبل أن يُغلق مجدداً في مارس 2024 لأشغال داخلية وخارجية شملت تبليط الرصيف المحيط به وتهيئة المخزن ومكتب المحافظ، بكلفة جملية بلغت 304 آلاف دينار. كما قُدّرت أشغال الحديقة الأثرية الملاصقة بـ160 ألف دينار.
متحف غنيّ بالقطع النادرة
أُنشئ المتحف المسيحي المبكّر سنة 1984، ويضمّ مجموعة ثمينة من الفسيفساء واللقى الأثرية التي اكتُشفت بين 1969 و1970، إضافة إلى قطع من السيرك الروماني مثل تاج عمود كورنثي ومدافن خيول ولوحة عربات السباق. كما يحتضن تمثال الشهيد “لغانيماد” والنسر، الذي استعيد بعد سنوات من اختفائه.
وقد تزامن آخر افتتاح للمتحف سنة 2021 مع زيارة المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، في إطار الحملة الدولية لإنقاذ قرطاج.

















