بمناسبة مرور أربعين عامًا على رحيل الرجل الذي لم يكتفِ بتأسيس رياضة الرَقَبْى في جمال، بل أسس لاقتصاد رياضي واجتماعي، يُطلّ اسم البشير سالم بلخيرية من جديد كرمز للرؤية الشاملة. في الذكرى الأربعين لوفاته، لا تكتفي جمال بإحياء ذكرى مُدرّب، بل تحتفي برائد تنموي أدرك أن الرياضة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة.
من كان البشير سالم بلخيرية؟ رجل الاقتصاد الذي زرع رياضة ومشاريع
في سياق زمني كانت فيه الأولويات منصبة على الجوانب الأساسية، جاءت رؤية البشير سالم بلخيرية استثنائية وشاملة. لم يكن مجرد “باعث” لرياضة الرَقَبْى، بل كان رجل أعمال مُ visionnaire ، سبق عصره بفكره التنموي.
دوره كفاعل اقتصادي ورائد أعمال:
1. صانع النجاحات وراعي المواهب: كان البشير سالم بلخيرية رئيسًا لقطاع خاص ناشئ. فقد أطلق مشروع مشاتله (pépinières) الزراعية الرائد بالفعل في سنوات الثمانينيات، مما يثبت ريادته الاقتصادية قبل الأوان. لكن عبقريته الحقيقية تجلت في كونه “مشتلة بشرية”. فالكثير من رجال الأعمال الناجحين اليوم في جمال وخارجها يدينون بنجاحهم له. كان يرعى المواهب الشابة ويدعمها ويمنحها الفرصة والثقة، مقتنعًا بأن استثماره في الإنسان هو أنجح استثمار.
2. خلق دورة اقتصادية محلية: من خلال تطويره لرياضة الرَقَبْى، حفز حركة اقتصادية في بلدة جمال. تشجيع الشباب على ممارسة الرياضة استلزم توفير المعدات، مما أنعش التجارة المحلية. كما ساهم في خلق فرص عمل غير مباشرة، مجسدًا بذلك انتقال فكره الريادي من عالم الزراعة إلى مجال التنمية المجتمعية.
3. جذب الاستثمارات وبناء البنية التحتية: بفضل مكانته وشبكة علاقاته الواسعة كرجل أعمال ناجح، استطاع جذب الداعمين والرعاة لرياضة الرَقَبْى. كان إصراره على وجود ملعب مناسب جزءًا من رؤيته الاستثمارية في البنية التحتية التي تزيد من قيمة المنطقة.
الذكرى الأربعين: احتفاء بروح الرجل الذي كان يبني الأبطال في الملعب ورجال الأعمال خارجها
تأتي الدورة الجهوية لرياضة الرَقَبْى المقرر إقامتها يوم السبت 22 نوفمبر 2025 على ملعب الرَقَبْى بجمال، لتؤكد على أن إرث بلخيرية التنموي والاقتصادي لا يزال حيًا. هذه الدورة ليست مجرد فعالية رياضية، بل هي تكريم لرجل كان جسرًا للنجاح:
• تحفيز الاقتصاد المحلي: ستجلب الدورة الزوار والمتسابقين، مما ينعش الاقتصاد المحلي، في إطار يستحضر روح رجل الأعمال الذي أطلق المشاريع.
• تخليد روح العطاء: إنها فرصة لتذكير الجيل الحالي بأن النجاح الحقيقي هو ذلك الذي يخلق نجاحات للآخرين.
• استمرار الرؤية: تؤكد على أن الرَقَبْى في جمال هي جزء من مشروع تنموي أكبر، مشروع كان قائماً على Empowerement الشباب وتمكينهم رياضياً واقتصادياً.
جمال.. حيث يحكي ملعب الرَقَبْى قصة رجل اقتصادي
لم يعد ملعب الرَقَبْى في جمال مجرد مكان للعب، بل هو شاهد على رؤية رجل رأى في شغف الشباب بالرياضة فرصة لا لصناعة أبطال فقط، بل لبناء رجال أعمال وقادة مستقبليين. إنه رمز لرجل جمع بين ريادة الأعمال والروح الرياضية.
إن الدعوة الموجهة للمستقبل الرياضي بجمال للمواكبة هي في جوهرها دعوة لاستكمال هذا المشروع التنموي وليكونوا على مستوى إرث هذا الرجل الاستثنائي.
ختامًا، البشير سالم بلخيرية لم يكن مجرد باعث لرياضة الرَقَبْى، بل كان “باعثًا للروح الاقتصادية وروح المبادرة”. كان رجل الاقتصاد الذي يحمل كرة الرَقَبْى في يد وشتلة النجاح في اليد الأخرى. الذكرى الأربعين لرحيله هي تذكير بأن أعظم الإنجازات هي تلك التي تخلق سلسلة من النجاحات تتجاوز الشخص نفسه. الدورة الجهوية في نوفمبر 2025 هي استمرار لهذا العطاء المتعدد الأبعاد، وتأكيد على أن إرث الرجل العظيم يمتد ليشمل، حقًا، كل شيء.

















