القهوة تشتعل في الأسواق العالمية: البرازيل تستنزف مخزونها وكولومبيا تواجه العقوبات الأمريكية
شهدت أسعار القهوة العالمية خلال الأيام الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا، مدفوعة بانخفاض كبير في احتياطي البن البرازيلي المخزّن في مستودعات البورصات العالمية، وتزايد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة وكولومبيا، ثالث أكبر منتج للبن في العالم.
ووفق ما أوردته صحيفة «الصول دي ميخيكو» البرازيلية، فإن الأسعار ارتفعت إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2020، مع تسجيل تراجع حاد في الكميات المخزنة من البن البرازيلي، إذ تم سحب نحو سبعة آلاف كيس من المخزون خلال الأسابيع الأخيرة، ليهبط بذلك إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من أربع سنوات.
ويأتي هذا التراجع في وقتٍ تشهد فيه الأسواق العالمية حالة من الطلب القوي على البن، خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث يواصل المستوردون استهلاك مخزوناتهم المحدودة وسط مخاوف من ارتفاع إضافي في الأسعار خلال الأشهر المقبلة.
لكن ما زاد الوضع تعقيدًا هو تصاعد الخلاف بين واشنطن وبوغوتا، بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نيته فرض رسوم جمركية إضافية على السلع الكولومبية ووقف المساعدات المالية الموجهة إليها.
ويخشى المراقبون من أن تؤدي هذه الإجراءات إلى اضطراب في الإمدادات، إذ تعتبر كولومبيا من أبرز الدول المنتجة لبن «الأرابيكا» الفاخر، الذي يمدّ المقاهي العالمية بأجود أنواع القهوة.
وكان من المنتظر أن يساهم البن الكولومبي في تعويض النقص الناجم عن انخفاض الصادرات البرازيلية، غير أن التهديدات الأمريكية قد تدفع بوغوتا إلى إعادة توجيه جزء من إنتاجها إلى الأسواق المحلية أو إلى شركاء تجاريين بدائل، ما قد يُفاقم الأزمة.
ويرى محللون أن السوق العالمي للبن مقبل على مرحلة اضطراب في الأسعار، خصوصًا إذا استمر تراجع المخزون البرازيلي وتوتر العلاقات التجارية بين كبار المنتجين والمستوردين.
في المقابل، يتخوّف المستهلكون من أن تنعكس هذه التطورات سريعًا على الأسعار في المقاهي ومحالّ البيع بالتجزئة، مما يجعل فنجان القهوة اليوم أغلى من أي وقت مضى.