حقق المنتخب الوطني التونسي انتصارا ثمينا على نظيره الليبيري بثلاثية نظيفة في المباراة التي أقيمت مساء أمس بملعب رادس، ليعزز موقعه في صدارة الترتيب ويفتح الباب أمام طموحات أكبر في الاستحقاقات القادمة. غير أنّ الأداء داخل المستطيل الأخضر كشف عن عدة ملاحظات تستحق الوقوف عندها.
شوط أول مرتبك وتشكيلة غير متوازنة
دخل نسور قرطاج اللقاء بتركيبة جديدة ضمت عدة عناصر شابة، وهو ما انعكس على مردود الشوط الأول الذي اتسم بغياب التفاهم و”البهتة” في بعض المواقف. المدرب اختار تشكيلة بدت غير متوازنة، فكانت النتيجة ضعف في الاتصال بين الخطوط وتضييع لنسق اللعب. غير أن التدارك جاء سريعا في الفترة الثانية، حيث أجرى المدرب تغييرات أعادت التوازن للفريق ومنحت المباراة نسقا أفضل.
جاهزية بدنية واستمرارية في العطاء
رغم بعض الهنات التكتيكية، أظهر المنتخب جاهزية بدنية عالية، إذ تمكن اللاعبون من خوض 95 دقيقة كاملة دون تراجع يذكر في المستوى البدني. هذا العامل منح الفريق القدرة على الضغط حتى اللحظات الأخيرة وفرض نسقه على المنافس.
بروز المخضرمين وإشارات من العناصر الجديدة
يبقى الامتياز للمخضرم حنبعل المجبري الذي كان أكثر اللاعبين حركة على الميدان، مؤكدا مكانته كلاعب محوري في منظومة الفريق. وفي المقابل، شكل دخول بعض العناصر الجديدة في الشوط الثاني إضافة لافتة، ما يفتح الآفاق أمام المدرب لبناء مجموعة أكثر انسجاما في المستقبل.
فوز بثلاثية ورسائل إيجابية للمستقبل
الانتصار بنتيجة 3-0 لم يكن مجرد فوز عريض، بل رسالة اطمئنان للجماهير وللإطار الفني، خاصة في ظل فترة الإعداد القصيرة التي لم تتجاوز ثلاثة أيام قبل المواجهة. الفوز عزز ثقة المجموعة في نفسها ومنح المدرب قاعدة أولية لبناء فريق قادر على خوض التصفيات الإفريقية والعربية، وحتى التحضير لأهداف أكبر مثل كأس إفريقيا وكأس العالم.
الاستحقاقات القادمة: بين الطموح والحذر
ورغم الطابع الإيجابي للمباراة، تبقى المواجهة القادمة حاسمة لترسيم ملامح التأهل وضمان دخول نسور قرطاج في التحضيرات الجدية للاستحقاقات الكبرى بروح مرتاحة وطموح أكبر.