في خطوة جديدة نحو تعزيز العدالة الطاقية والتنمية الجهوية، أعلنت الشركة التونسية للكهرباء والغاز (STEG) عن ربط أكثر من 12500 منزلًا بالغاز الطبيعي خلال شهري فيفري وجوان 2025، بكلّ من باجة الجنوبية ومجاز الباب، وذلك في إطار تنفيذ برنامج تحسين النفاذ إلى طاقة أنظف وأكثر موثوقية وبأسعار معقولة.
ويمثل هذا المشروع، المنجز بتمويل من البنك الإفريقي للتنمية بقيمة 49.39 مليون يورو، جزءًا من جهود دعم التحول الطاقي في تونس، من خلال الانتقال من استعمال زيت الوقود الثقيل إلى الغاز الطبيعي، خاصة في مناطق تعاني تاريخيًا من نقص البنية التحتية الطاقية.
أثر مباشر على المواطنين والمؤسسات
وأكد محمد رياض هلال، رئيس قسم أول ومدير المشروع بالشركة التونسية للكهرباء والغاز، أن “المشروع أحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الناس، حيث وفّر التدفئة للمنازل، وساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية بالجهات”.
كما كشف البنك الإفريقي للتنمية أن المشروع سيشمل في مرحلته القادمة 13500 مشتركًا موزّعين على 19 بلدية في الشمال الغربي، من بينهم 2500 مشترك مع نهاية 2025.
10 وحدات صناعية جديدة وتعزيز الاقتصاد المحلي
ولم تقتصر نتائج المشروع على الجانب السكني، إذ مكّن ربط الغاز الطبيعي العديد من المؤسسات الصناعية من تحسين أدائها، وخفض تكاليف الإنتاج، والحد من التلوث. ووفق مهدي خوالي، الرئيس التنفيذي للعمليات بالبنك، فقد تم بفضل هذا المشروع إنشاء نحو 10 وحدات صناعية جديدة، شملت مجالات مثل صناعة الحجارة والأسمنت، إلى جانب توسعة نشاط مؤسسات قائمة، ما ساهم في توفير فرص عمل ودفع عجلة النمو الاقتصادي الجهوي.
تحول طاقي وشراكة استراتيجية
ويمثل هذا المشروع نموذجًا ناجحًا في الشراكة بين STEG والبنك الإفريقي للتنمية، حيث يندرج ضمن استراتيجية أوسع لدعم النمو الأخضر والشمول الطاقي والتنمية المتوازنة، بما يتماشى مع أولويات الحكومة التونسية.
يُذكر أن مالين بلومبرغ، المديرة العامة المساعدة للمكتب الإقليمي للبنك الإفريقي للتنمية، كانت قد صرّحت مؤخرًا أن مشاريع البنك في تونس تبلغ 39 مشروعًا نشطًا تشمل قطاعات الطاقة، النقل، التطهير، الفلاحة، والصناعة، بإجمالي اعتمادات مالية تُقدّر بـ6 مليارات دينار.