احتضنت مدينة الحمامات، السبت 19 جويلية 2025، الدورة الرابعة من المؤتمر السنوي للمبادرة العالمية للحوكمة والاستدامة، بمشاركة نخبة من الخبراء والأكاديميين من كندا وأستراليا والولايات المتحدة وأوروبا، إلى جانب ممثلين عن تونس والسعودية، حيث كان الذكاء الاصطناعي التوليدي أحد المحاور الأساسية في النقاشات، باعتباره أداة استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاقتصادية.
الذكاء الاصطناعي… محفّز لنموذج اقتصادي أكثر عدلاً
شدّد سمير الطرابلسي، الرئيس التنفيذي للمبادرة وأستاذ الحوكمة والاستدامة بجامعة بروك الكندية، على أن المؤتمر يسعى إلى تعزيز الوعي الجماعي بفرص الذكاء الاصطناعي التوليدي في بناء نمو اقتصادي شامل يُراعي مصالح الأجيال القادمة، ويعزّز الشمول المالي وإعادة توزيع الثروة بشكل أكثر إنصافًا.
الاستدامة كمحرّك للثروة والتغيير
المؤتمر ناقش محاور استراتيجية، من أبرزها:
- أهمية الاستثمار في رأس المال البشري وتأهيل القيادات لترسيخ مفاهيم الحوكمة الرشيدة.
- دمج التحديات البيئية والاجتماعية في صلب السياسات العمومية واستراتيجيات المؤسسات.
- ضرورة مواءمة الأداء الاقتصادي مع أهداف المناخ ومتطلبات التمويل المستدام.
تونس… منصة إقليمية للاقتصاد الأخضر؟
الطرابلسي اعتبر أن تونس مؤهلة للعب دور إقليمي في الاقتصاد الأخضر والأزرق والدائري، مستفيدة من موقعها الجغرافي ومواردها الطبيعية، داعيًا إلى تعزيز جاذبيتها للاستثمارات الخضراء والرقمية، انسجامًا مع التزاماتها المناخية.
الشمول المالي والمالية الخضراء على الطاولة
أولى المؤتمر اهتمامًا خاصًا لمحور الشمول المالي، حيث أكّد المشاركون على الحاجة إلى تطوير وعي مجتمعي ومؤسساتي بأهمية المالية الخضراء، مشيرين إلى التحديات التي تواجهها تونس في تعبئة الموارد وولوج الأسواق الدولية للتمويل المستدام.
الذكاء الاصطناعي التوليدي: شريك استراتيجي في القرار
وأكد الطرابلسي أن الذكاء الاصطناعي التوليدي بات أداة محورية لدعم صنّاع القرار من خلال:
- جمع وتحليل البيانات في الزمن الحقيقي.
- تقديم مؤشرات دقيقة وموثوقة.
- توجيه الموارد بكفاءة أكبر.
- وتحسين استراتيجيات القيادة وسلاسل التوريد.
برنامج علمي مكثّف نحو تحول رقمي مستدام
تضمّن المؤتمر مداخلات علمية تناولت:
- تكامل الذكاء الاصطناعي مع معايير الاستدامة.
- دوره في التحول الرقمي.
- إعادة رسم منظومات القيادة والتغيير المؤسساتي.
التحول الرقمي والاستدامة لم يعودا خيارًا
مخرجات المؤتمر تؤكّد أن الاستدامة لم تعد ترفًا فكريًا، بل شرطًا للتنافسية والنمو، وأن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمثل رافعة حقيقية لإرساء نموذج اقتصادي جديد، أكثر شمولًا وعدلاً وكفاءة.
بلال بوعلي