لوّحت عواصم أوروبية، يوم الخميس، بإعادة تفعيل العقوبات الأممية على طهران، إذا لم يتحقق تقدّم ملموس في ملفها النووي بحلول نهاية الصيف، في تحرك يعكس تزايد القلق الأوروبي من الجمود الدبلوماسي وتصاعد التوتر العسكري في المنطقة.
تحذير أوروبي حازم
في بيان مشترك، أبلغ وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي الوزير الإيراني عباس عراقجي، استعدادهم لتفعيل آلية “سناب باك”، التي تتيح إعادة فرض جميع العقوبات الدولية على إيران في حال غياب التقدّم في المفاوضات النووية.
وأكد البيان أن الفرصة ما تزال قائمة للتوصل إلى اتفاق شامل ومستدام، ولكنها “لن تبقى إلى الأبد”، داعين طهران إلى استئناف المسار الدبلوماسي بسرعة وفعالية.
نافذة ضيقة قبل أكتوبر
الاتفاق النووي لعام 2015، المعروف بـخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، يتيح عبر بند “سناب باك” إعادة تفعيل العقوبات تلقائيا إذا أخلّت طهران بالتزاماتها. وتنتهي صلاحية هذه الآلية في أكتوبر المقبل، ما يجعل شهر أوت حاسما لمحاولة إنقاذ الاتفاق.
تهديدات متبادلة وتصعيد ميداني
جاء هذا التحذير بعد خمس جولات تفاوضية غير مثمرة بين المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف والجانب الإيراني، برعاية سلطنة عمان، وقبلها سلسلة غارات إسرائيلية وأمريكية استهدفت منشآت نووية إيرانية خلال شهر جوان.
وشملت هذه الضربات مواقع استراتيجية في فوردو ونطنز وأصفهان، ما زاد من تعقيد المشهد وأثار مخاوف من نزاع إقليمي أوسع.
طهران تحذّر: لا دور لأوروبا إذا عاد الحظر
في المقابل، حذّرت إيران من أن إعادة تفعيل العقوبات “ستُنهي دور أوروبا في الملف النووي”، مؤكدة أن برنامجها النووي لأغراض سلمية فقط، وأن تخصيب اليورانيوم حق سيادي لا مساومة فيه، بينما تصر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن التخصيب خط أحمر.
مستقبل غامض
مع احتدام المواجهة السياسية والميدانية، وتعثر المفاوضات، يبدو أن الملف النووي الإيراني يقترب من مفترق طرق حاسم، حيث باتت العودة إلى الدبلوماسية أو الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة مسألة وقت لا أكثر.