حذّر خبراء في طب الأعصاب والسمع من المخاطر المتزايدة لاستخدام سماعات الرأس بشكل مستمر، خاصة بين الفئات العمرية الصغيرة، حيث باتت أمراض السمع تظهر في سن مبكرة لم تكن معهودة من قبل.
وفي هذا السياق، أشار الدكتور أنطون يفدوكيموف، أخصائي طب الأعصاب، إلى أن الاستعمال المتواصل لسماعات الرأس قد يؤدي إلى «صدمة صوتية»، بل ويسهم على المدى الطويل في تطوّر أمراض عصبية تنكسية. وقال موضحًا: «تتوقف مناطق معينة من الدماغ عن العمل بشكل طبيعي، ما يؤدي إلى موت الخلايا العصبية واستبدالها بالنسيج الضام، وهو ما يفتح الباب أمام أمراض عصبية خطيرة».
أما الدكتور نيكيتا ديكابوليتسيف، أخصائي السمع، فنبّه إلى تزايد عدد المراهقين الذين يراجعون العيادات بسبب مشكلات في السمع ناجمة عن الاستماع المطوّل إلى موسيقى صاخبة عبر سماعات الرأس. وأضاف: «عند ظهور علامات إصابة سمعية أو تراجع في القدرة على السمع، من الضروري زيارة الطبيب خلال الأيام الثلاثة الأولى، لأن سرعة التدخل تزيد فرص استعادة السمع».
وحذّر من أن تأخر العلاج قد يحوّل فقدان السمع إلى حالة مزمنة تتطلب لاحقًا استعمال سماعات أذن طبية بشكل دائم.
ولتقليل هذه المخاطر، شدد الأطباء على أهمية الاستفادة من ميزات السلامة المتاحة في الهواتف الذكية لضبط مستوى الصوت، مثل خاصية «سلامة سماعات الرأس»، إلى جانب تفضيل سماعات الرأس التي توضع فوق الأذن لأنها أقل ضررًا من تلك التي تُدخل داخل القناة السمعية.
غير أن العامل الأهم — بحسب الخبراء — يظل مستوى الصوت نفسه، إذ يُنصح بألا يتجاوز 80% من الحد الأقصى للجهاز لتفادي الضرر التراكمي.