ما تزال مشاعر الحزن والقلق تُخيّم على عائلة الطفلة “مريم”، ذات الثلاث سنوات، التي جرفتها التيارات البحرية نحو عرض البحر مساء السبت، بشاطئ عين غرنز من معتمدية قليبية، عندما كانت على متن عوامة مطاطية، ولم يتمكن والدها من اللحاق بها رغم محاولته المستميتة.
وفي مداخلة له صباح اليوم في برنامج “صباح الناس”، عبّر أسامة، عم الطفلة، عن استنكاره لما يتم تداوله من مغالطات على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن العائلة تعيش صدمة حقيقية، وأن الوالدين يمران بوضع نفسي صعب جدًا، رغم أنهما لم يرتكبا أي خطأ، وفق تعبيره.
وأوضح المتحدث أنه كان شاهد عيان على تفاصيل الواقعة، قائلاً:
“كنا نسبح عند حافة الشاطئ، اتخذنا كل الاحتياطات، ووالدة مريم ربطتها بخيط في عوامة مطاطية، لكن هبّت رياح قوية بشكل مفاجئ، شبيهة بالزوبعة، حملت معها ألعاب الأطفال على الرمال ودفعت مريم إلى الداخل، بعد أن انقطع الخيط.”
💬 “الخيط الذي كان يفصلها عن الموت… انقطع”
وأشار أسامة إلى أن الأجواء لم تكن مضطربة قبل الحادثة، وأن ما حدث كان مباغتًا وغير متوقع، مضيفًا أن والد الطفلة حاول اللحاق بها وسبح لأكثر من 40 دقيقة في عرض البحر، قبل أن يلتحق به هو نفسه لإنقاذه من الغرق.
وأضاف بحسرة:
“شقيقي كان يصارع الأمواج، والحماية المدنية لم تكن موجودة حينها، وقد وصلت متأخرة للأسف.”
🚨 نداء عاجل للغواصين والبحارة
وجّه أسامة نداءً إنسانيًا إلى الغواصين والبحارة في قليبية ونابل، مناشدًا إياهم المساعدة في مواصلة البحث عن الطفلة، قائلًا:
“نحن بحاجة لغواصين.. نريد أن نجد مريم.”
🚁 تدخل مكثّف للحرس البحري والجيش
وفي هذا السياق، أكد مصدر من الحرس البحري أن عمليات البحث لا تزال متواصلة، بمشاركة فرق من الحرس البحري، جيش البحر، والحماية المدنية، مع استخدام مروحية عسكرية لتكثيف عمليات التمشيط الجوي.
كما تم تعميم بلاغ على مراكب الصيد والبحارة في الجهة، لدعم مجهودات البحث والمساعدة في رصد أي أثر للطفلة.
🌊 حوادث غرق متعددة في الوطن القبلي
وتجدر الإشارة إلى أن سواحل الوطن القبلي شهدت نهاية الأسبوع الماضي رياحًا شمالية قوية أدت إلى اضطراب البحر وسجلت خلالها عدة حالات غرق، من بينها غرق أربع فتيات بشاطئ سليمان، وفقدان الطفلة “مريم” في قليبية.