سجّلت أسعار النفط العالمية، صباح الثلاثاء 24 يونيو 2025، تراجعاً حاداً هو الأكبر منذ أكثر من أسبوع، بعد الإعلان المفاجئ عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، ما خفف من المخاوف الجيوسياسية التي كانت تلقي بظلالها على الأسواق العالمية، خصوصاً فيما يتعلق بإمدادات النفط من الشرق الأوسط.
وبحسب بيانات التداول، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 4.04% لتسجّل 68.59 دولاراً للبرميل، فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي (WTI) بمقدار 4.10% ليصل إلى 65.70 دولاراً، بعدما هبط بنسبة 6% في وقت سابق من الجلسة، وهو أدنى مستوى منذ 9 يونيو.
التهدئة تخفف الضغط على السوق
وجاءت هذه الانخفاضات بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الإثنين، عن التوصل إلى “اتفاق كامل” بين إيران وإسرائيل لوقف إطلاق النار، بعد صراع مسلح استمر 12 يوماً وهدد بتوسيع رقعة العنف في المنطقة ورفع أسعار النفط العالمية إلى مستويات حرجة.
وقال ترامب في تصريح متلفز إن “الحرب بين الطرفين ستُعتبر منتهية خلال 24 ساعة إذا التزما ببنود الاتفاق”، مشيراً إلى دور الوساطة الدولية التي ساهمت في كبح التصعيد.
وتعد منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً الخليج العربي ومضيق هرمز، أحد أهم الممرات الحيوية لتصدير النفط في العالم، وأي توتر فيها ينعكس مباشرة على أسعار الطاقة والأسواق العالمية.
قراءة في رد فعل السوق
يقول محللون في “غولدمان ساكس” إن الانخفاض السريع في الأسعار “يعكس ارتياح الأسواق لتجنّب سيناريوهات التصعيد العسكري الواسع، خصوصاً تلك التي كانت قد تهدد بإغلاق طرق إمداد استراتيجية”.
وأضافوا: “الأسواق تسعّر المخاطر بسرعة، وبعد إزالة عامل الحرب من المعادلة، فإن الأسعار تتجه لتوازن جديد مبني على أساسات العرض والطلب الفعلية”.
ترقب لما بعد الهدنة
ورغم هذا التراجع، يحذر خبراء من تقلبات متوقعة في السوق في حال فشل الاتفاق أو حدوث خروقات، خصوصاً أن العلاقات بين الجانبين لا تزال هشة، والبيئة الإقليمية مهيّأة لمفاجآت أمنية.
في الوقت ذاته، يراقب المستثمرون عن كثب اجتماعات أوبك+ القادمة، والتي من المتوقع أن تناقش معدلات الإنتاج في ظل هذا التغير الجيوسياسي، خصوصاً مع عودة الهدوء النسبي للأسواق.