بين الدعم الرمزي والصمت الثقيل: إيران تنتظر حلفاءها في معركة البقاء
دخلت الحرب بين إسرائيل وإيران منعطفًا خطيرًا بعد تهديدات مباشرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتزايد الحديث عن تدخل عسكري أميركي مباشر لتدمير المنشآت النووية الإيرانية. وفي ظل التصعيد غير المسبوق، يتساءل كثيرون: أين حلفاء طهران؟ ومتى يدخلون على خط المواجهة؟
🇺🇸 ترامب يهدد بقتل المرشد.. وإيران تلوّح بالرد الإقليمي
هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب صراحةً بـ”قتل المرشد الأعلى علي خامنئي”، ورفع سقف التهديدات إلى أقصى مدى، بالتزامن مع تحريك قاذفات B-52 الاستراتيجية ومعدات قتالية إلى الشرق الأوسط.
المؤشرات الحالية، بحسب الدكتور لقاء مكي، تشير إلى أن أميركا تقترب من تدخل عسكري مباشر، وهو ما يعني فتح جبهة إقليمية أوسع. وردًا على ذلك، قد تتحرك إيران لضرب المصالح الأميركية في المنطقة، لكنها – بحسب مكي – ستلجأ أيضًا إلى تحريك أذرعها المسلحة.
إيران تتريّث.. لكنها تملك أوراقًا قوية
ترى الخبيرة في الشؤون الإيرانية د. فاطمة الصمادي أن إيران ترفض تمامًا أي شكل من أشكال الاستسلام، ورفضت خلال الأيام الماضية عدة وساطات أوروبية وإقليمية طالبتها بالتراجع.
وتؤكد الصمادي أن إيران ليست وحدها، فـ”أذرعها” الإقليمية ما زالت فاعلة، رغم ما تعرض له بعضها من ضربات موجعة، خصوصًا حزب الله في لبنان، وأنصار الله (الحوثيين) في اليمن.
حزب الله في موقف حرج.. لكن خارج الحسابات؟ ليس بعد
رغم الضربات الإسرائيلية المؤلمة التي طالت حزب الله، والتي شملت اغتيال كبار القادة وعلى رأسهم الأمين العام السابق حسن نصر الله، إلا أن الصمادي ترى أن الحزب لم يُخرج نفسه من المعادلة بالكامل.
وتؤكد أن الحزب ما زال يملك قدرات كامنة، قد يُعاد تفعيلها إذا تجاوزت المعركة الخطوط الحمراء. كما أن الحدود اللبنانية-الإسرائيلية تبقى ساحة محتملة للتصعيد.
الحوثيون يواصلون القتال.. والميليشيات العراقية تنتظر
بعكس حزب الله، فإن الحوثيين واصلوا عملياتهم ضد إسرائيل، وأطلقوا صواريخ على موانئ وسفن إسرائيلية منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023. وتعرضوا بدورهم لضربات أميركية وإسرائيلية، قبل التوصل إلى تفاهم مؤقت بشأن البحر الأحمر.
أما الميليشيات العراقية، فلم تدخل المعركة فعليًا حتى الآن، لكن وجودها في دائرة الانتظار يجعلها احتياطيًا استراتيجيًا لإيران حال توسعت المواجهة.
أين هم الحلفاء الدوليون؟ الدعم “بالكلام” فقط
يشير لقاء مكي إلى خذلان دولي واضح لإيران من قبل حلفائها الكبار:
-
الصين لم تقدّم شيئًا فعليًا رغم أهمية النفط الإيراني لمشروع “طريق الحرير”.
-
روسيا اكتفت بإدانة الضربات على إيران، رغم ما قدمته طهران لها من دعم عسكري بطائرات “شاهد” خلال حرب أوكرانيا.
-
باكستان تراجعت سريعًا عن تصريح وزير دفاعها الداعم لإيران، مؤكدة أن الموقف يقتصر على الدعم الدبلوماسي فقط.
هذه المواقف جعلت إيران تعتمد، كما يقول مكي، على أذرعها لا أصدقائها الدوليين.
النفط والطاقة.. ورقة إيران الصلبة
تحذّر د. الصمادي من أن استهداف إيران لن يكون بلا ثمن عالمي، فطهران قادرة على إشعال فوضى في مسارات الطاقة، ما قد يُحدث أزمة اقتصادية تهدد دولًا كبرى، على رأسها الصين.
ويكفي أن إيران سبق أن وجّهت ضربة دقيقة لقاعدة عين الأسد الأميركية، لتثبت أنها قادرة على إحداث ضرر رغم التفوق العسكري الأميركي.
“أذرع إيران” وليس حلفاؤها هم من سيرد
يتفق المحللان مكي والصمادي على أن التدخل المباشر من حلفاء إيران الدوليين غير مرجّح. وحتى اللحظة، لم تتحول بيانات الدعم إلى أفعال.
لكن ما زالت إيران تملك شبكة حلفاء إقليميين قد يتحركون في أي لحظة، إذا تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر، أو قررت إسرائيل توسيع الهجمات لتشمل المنشآت النووية.