100 طن من الذهب في دوروبو.. وآلاف فرص العمل على الحدود الملتهبة
أعلنت شركة التعدين الأسترالية “ريزولت ماينينغ” عن اكتشاف منجم ذهب عالي الجودة في منطقة دوروبو شمال شرقي كوت ديفوار، في خطوة اعتُبرت الأكبر من نوعها منذ سنوات في هذا البلد الأفريقي الذي يسابق الزمن لاستغلال ثرواته الطبيعية.
استثمار ضخم بـ450 مليون يورو
الشركة أوضحت أن احتياطي المنجم يصل إلى 100 طن من الذهب، وستبدأ أشغال البنية التحتية للمشروع مطلع عام 2026، في عملية بناء ستمتد لعامين، بتكلفة تصل إلى 300 مليار فرنك أفريقي، أي ما يعادل 450 مليون يورو.
وتتوقع الحكومة أن يوفّر المنجم أكثر من 3000 فرصة عمل مباشرة، فضلًا عن الوظائف غير المباشرة التي ستستفيد منها شركات محلية تعمل في مجالات المقاولات والخدمات اللوجستية.
ذهب في منطقة منسية.. وفقيرة وخطرة
يقع المنجم في منطقة دوروبو المصنفة من بين أفقر الأقاليم في البلاد، حيث تشير بيانات الوكالة الوطنية للإحصاء إلى أن 71% من السكان يعيشون بأقل من فرنك أفريقي يوميًا.
ورحب السكان بالاكتشاف الجديد، على أمل أن يُسهم في الحد من البطالة، خاصة بين الشباب المهددين بالتجنيد من قبل جماعات مسلحة تنشط في المناطق الحدودية المحاذية لبوركينا فاسو، والتي تشهد توترات أمنية متكررة.
بين الأمل والمخاوف: البيئة والتعويضات على الطاولة
رغم الترحيب الشعبي، حذّرت منظمات مدنية من الأثر البيئي للمشروع، وطالبت بـ:
-
تعويض أصحاب الأراضي الزراعية المتضررة.
-
اعتماد إجراءات صارمة لحماية البيئة من التلوث والتجريف الجائر.
المنظمات أكدت أن الفرص الاقتصادية لا يجب أن تأتي على حساب المجتمعات المحلية أو الأراضي التي تشكل مصدر عيش رئيسي للأهالي.
صعود لافت لصناعة الذهب في كوت ديفوار
يمثل هذا المشروع جزءًا من استراتيجية وطنية طموحة لتعزيز صادرات الذهب. ففي عام 2023 وحده، أصدرت الحكومة 189 رخصة للتنقيب عن المعادن.
وفي نوفمبر 2024، أعلنت شركة “إندفور ماينينغ” عن اكتشاف احتياطي ضخم في إقليم تاندا شرق البلاد يقدّر بـ155 طنًا، وبقدرة إنتاج تصل إلى 11 طنًا سنويًا.
فرصة للتنمية أم اختبار للعدالة؟
الاكتشاف الجديد ليس مجرد خبر اقتصادي؛ إنه اختبار سياسي وتنموي للحكومة العاجية. فمع تصاعد الفقر والتوترات الأمنية، تبدو الحاجة ملحّة لأن يكون هذا المشروع نموذجًا للشفافية والعدالة في توزيع الثروات، وليس مجرد مورد جديد للفساد أو الاستغلال الخارجي.
هل تنجح كوت ديفوار في تحويل ذهبها إلى ازدهار حقيقي؟
الإجابة ستعتمد على قرارات الحكومة، وصوت المجتمع المدني، وشكل العلاقة بين المستثمر الأجنبي والمواطن الفقير الذي يعيش فوق الأرض الغنية.