تصعيد عسكري يشعل براميل النفط ويشل الأجواء… والعالم يترقب ردة فعل طهران
في أعقاب الهجوم الجوي الإسرائيلي غير المسبوق على مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، شهدت الأسواق العالمية اضطرابًا واسعًا، وبرزت أسعار النفط كمؤشر أولي على القلق المتصاعد من احتمال اندلاع حرب إقليمية شاملة قد تهدد أحد أهم شرايين الطاقة في العالم: مضيق هرمز.
النفط يشتعل: قفزة تجاوزت 12%
قفزت أسعار الخام العالمي بأكثر من 12% خلال ساعات قليلة من الضربة الجوية:
ارتفع خام برنت فوق 77 دولارًا قبل أن يستقر عند 75 دولارًا للبرميل، بزيادة 8.2%.
وصعد الخام الأميركي إلى 73.8 دولارًا، بنسبة 8.5%، وهو أعلى مستوى له منذ أسابيع.
وقال “سول كافونيك”، كبير محللي الطاقة في MST Marquee:
“الهجوم الإسرائيلي زاد من علاوة المخاطر الجيوسياسية بشكل كبير. في حال تصعيد الصراع، قد تصل التأثيرات إلى تعطيل مرور 20 مليون برميل نفط يوميًا”.
لماذا هذه القفزة؟
يُعد مضيق هرمز نقطة مرور حيوية لأكثر من ثلث صادرات النفط العالمية المنقولة بحرًا.
إيران، التي تسيطر على الضفة الشمالية من المضيق، لوّحت سابقًا باستخدامه كورقة ضغط في أي مواجهة كبرى.
مع تصاعد التوتر، تخشى الأسواق أن:
تستهدف إيران ناقلات النفط أو المنشآت الخليجية.
تغلق المضيق مؤقتًا كرد انتقامي.
تتعطل الإمدادات القادمة من دول مثل السعودية، العراق، والإمارات.
إيران تطمئن… جزئيًا
رغم القلق العالمي، أصدرت وزارة النفط الإيرانية بيانًا مطمئنًا قالت فيه:
“لم يُسجل أي ضرر في منشآت التكرير أو خزانات النفط، والعمل مستمر كالمعتاد”.
لكن ذلك لم يهدئ الأسواق، إذ أن التهديد الحقيقي ليس فقط في الإنتاج، بل في سلاسل الإمداد والنقل البحري التي تمر عبر مناطق شديدة التوتر.
الضربة تُربك حركة الطيران الإقليمي والدولي
الأثر المباشر للضربة لم يقتصر على الطاقة، بل طال قطاع النقل الجوي:
أغلقت إسرائيل، الأردن، والعراق أجواءها مؤقتًا.
الاتحاد للطيران ألغت رحلات بين أبوظبي وتل أبيب.
فلاي دبي أوقفت رحلاتها إلى عمان، بيروت، دمشق، طهران، وتل أبيب.
القطار الخفيف في القدس وتل أبيب توقف عن العمل.
مطار دلهي حذّر من تأخيرات في الرحلات المتجهة غربًا نحو إيران والعراق.
هذه الإجراءات تنذر بتعطيل واسع النطاق في حركة الطيران المدني والتجاري، خاصة على خطوط آسيا – أوروبا.
الأسواق الآسيوية تهتز
التوتر العسكري ألقى بظلاله على البورصات الآسيوية:
نيكاي الياباني تراجع 1.5%.
توبكس الأوسع نطاقًا هبط 1.28%.
في كوريا الجنوبية، انخفض المؤشر الرئيسي بأكثر من 1%، كما تراجع الوون الكوري وسط عزوف عن المخاطرة.
ماذا بعد؟
إذا استمرت العمليات العسكرية أو ردّت إيران بقوة، فإن أسعار النفط قد تتجاوز حاجز 90 دولارًا وربما 100.
أي تهديد للملاحة في الخليج العربي سيُترجم إلى أزمة إمدادات عالمية.
شركات الطيران قد تضطر إلى تغيير المسارات أو تعليق الرحلات، مما يزيد من تكاليف التشغيل.
أزمة نفطية جديدة؟
قد يكون العالم اليوم أمام أكبر اختبار لأسواق الطاقة منذ الحرب الروسية الأوكرانية.
وإذا ما تحولت الضربة إلى صراع إقليمي مفتوح، فإن النفط والتجارة والطيران ستكون على خط النار.