تحذير صريح من ضابط استخبارات إسرائيلي سابق وباحث في الشأن الفلسطيني، د. مايكل ميليشتاين، حول تفكك صورة إسرائيل عالميًا وسيرها نحو المنبوذية الدولية والانعزال الاستراتيجي بسبب غياب القيادة والرؤية السياسية.
إسرائيل تفقد أصدقاءها.. وعزلتها تشتد
ميليشتاين، الذي يرأس منتدى الدراسات الفلسطينية في جامعة تل أبيب، يرى أن إسرائيل لم تعد قادرة على تبرير تدهور صورتها العالمية بالحديث عن “معاداة السامية” أو “دعاية فلسطينية”، بل تواجه انهيارًا في علاقاتها حتى مع الدول الحليفة مثل ألمانيا وإيطاليا وهولندا.
ويصف تعامل الحكومة الإسرائيلية مع الانتقادات الدولية بأنه سلوك يشبه الانتحار السياسي والدبلوماسي، خاصة مع التهديد باتخاذ خطوات أحادية مثل ضم الضفة.
خطر الدولة الواحدة ودفن حلم التطبيع
يشير المقال إلى أن تهديد إسرائيل بضم الضفة الغربية سيقوّض ما تبقى من علاقاتها مع الدول العربية، ويُجهض أي إمكانية للتطبيع مع السعودية، كما يفتح الباب نحو سيناريو الدولة الواحدة، الذي يعده ميليشتاين “الخطر الأكبر على الرؤية الصهيونية”.
السابع من أكتوبر لم يعد مبررًا
يحذر الكاتب من أن ذاكرة هجمات السابع من أكتوبر بدأت تتلاشى في الرأي العام العالمي، وأن صور الدمار والضحايا في غزة باتت المعيار الأساسي لتقييم إسرائيل، وليس ادعاءاتها الأمنية.
فوضى إستراتيجية وأوهام قاتلة
ينتقد ميليشتاين اعتماد الحكومة الإسرائيلية على “شعارات الحرب الأبدية والنصر الكامل”، ويصفها بأنها تفتقد لأي هدف إستراتيجي واضح، وسط خطاب حكومي مهووس بالقوة والدمار.
كما يسخر من “الوهم الخطير” بأن الولايات المتحدة ستواصل الدعم غير المشروط لإسرائيل، مذكّرا بأن واشنطن أجرت محادثات سابقة مع إيران والحوثيين وحتى حماس.
ترحيل سكان غزة.. فكرة معزولة عالميًا
يهاجم ميليشتاين فكرة “ترحيل سكان غزة” التي تطرحها بعض الأوساط الإسرائيلية، ويؤكد أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تتمسك بهذا الطرح، ما يعكس انفصالها التام عن الواقع الدولي.
الضفة على صفيح ساخن.. وغفلة عن التهديد الإيراني
يتوقع ميليشتاين انفجارا قريبا في الضفة الغربية نتيجة لتنامي الاعتراف الدولي بفلسطين، ويرى أن استمرار إدارة الصراع دون حل أثبت فشله منذ 7 أكتوبر.
ويحذر من تجاهل الخطر الإيراني النووي، مشددا على أنه التهديد الحقيقي لوجود إسرائيل، وليس غزة.
دعوة صريحة لإنهاء “الحرب الأبدية” وإعادة تأهيل الداخل
يختتم ميليشتاين مقاله بدعوة عاجلة إلى:
وقف دوامة الحرب الأبدية.
مراجعة وطنية شاملة لأداء إسرائيل.
صياغة رؤية سياسية لغزة.
إطلاق سراح المختطفين.
فتح حوار داخلي حول العلاقة مع العرب والحريديم.
التحقيق في إخفاقات الحرب الأخيرة.
ويحذر بأن كل تأخير في اتخاذ هذه الخطوات يجعل الفشل التالي أكثر كارثية.