كشف المنصف الخميري، المستشار العام في الإعلام والتوجيه بوزارة التربية، أن شعبة الرياضيات في تونس تعيش أزمة حقيقية، حيث تراجعت نسبة التلاميذ الموجهين إليها من 20% إلى نحو 6% فقط على المستوى الوطني. وأوضح أن عدد المترشحين لبكالوريا رياضيات سنة 2024 بلغ 7 آلاف فقط، مقابل 30 ألفاً في شعبة الاقتصاد والتصرف.
جاء ذلك خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية للندوة الختامية لمشروع “PARC-EDU”، الذي تم إطلاقه في ماي 2024 بالشراكة مع وزارتي التربية والتعليم العالي والمعهد الفرنسي بتونس. وبيّن الخميري أن من أبرز أسباب هذا العزوف هو ضعف المكتسبات الأساسية لدى التلاميذ في المرحلة الابتدائية، مشيراً إلى تقرير لليونيسف (2021) أظهر أن 74% من التلاميذ بين 7 و14 عاماً يعانون من ضعف كبير في الحساب، و34% منهم في القراءة والكتابة.
كما دعا إلى تبني مقاربة جديدة في تكوين المدرسين، مقترحاً أن يكون التوجيه نحو المدرسة العليا لتكوين المعلمين مخصصاً في الغالب لخريجي الشعب العلمية، إضافة إلى مراجعة منوال التكوين وتقليص التوجيه نحو الشعب الأدبية وشعبة الاقتصاد والتصرف.
من جهته، أشار زكريا داسي، المدير العام للمركز الدولي لتكوين المكوّنين والتجديد البيداغوجي، إلى أن مشروع “PARC-EDU” اعتمد على فرق بحث تتكون من دكاترة ومتفقدين تربويين، بهدف فهم أسباب العزوف عن الشعب العلمية وخاصة مادة الرياضيات.
