منذ إيقاف رئيسه عبد العزيز المخلوف، يعيش النادي الرياضي الصفاقسي واحدة من أصعب فتراته على المستويين الرياضي والمالي. فالنادي، الذي لطالما اعتبر من أقطاب الكرة التونسية، بدا في الأشهر الأخيرة عاجزاً عن تجاوز سلسلة من الإخفاقات التي مست من توازنه الهيكلي والفني.
أزمة مالية خانقة
تفاقمت الأزمة المالية للنادي بشكل لافت، حيث أضحى يعاني من ديون متراكمة وعجز في سداد مستحقات لاعبيه وإطاره الفني. وعزز غياب القيادة الإدارية، بعد إيقاف المخلوف، هذا الانهيار، مما فتح الباب أمام نزاعات قضائية، وشكاوى لدى الهياكل الرياضية المحلية والدولية.
وبات واضحاً أن الأزمة المالية تهدد صراحة مستقبل الفريق، خاصة مع تلويح بعض اللاعبين بفسخ عقودهم لعدم الحصول على مستحقاتهم، وسط غياب رؤية واضحة لتأمين التمويل اللازم.
إخفاقات رياضية بالجملة
على المستوى الرياضي، تراجعت نتائج النادي بشكل لافت سواء في البطولة المحلية أو المسابقات القارية. فالفريق، الذي تعوّد على مقارعة الكبار والمنافسة على الألقاب، بات يعاني في وسط الترتيب، وخروجه المبكر من المنافسات القارية أرخى بظلاله على معنويات اللاعبين والجماهير على حد سواء.
غياب الاستقرار الفني، وتغيير الإطارات الفنية بشكل متكرر، زاد من تعقيد الأمور، وأضعف منسوب الثقة داخل المجموعة، التي افتقدت للروح القتالية وللهوية التكتيكية المعهودة.
الحفاظ على المدرسة والصبر على الإطار الفني: مفتاح الإنقاذ؟
في ظل هذه المعطيات القاتمة، يرى العديد من الملاحظين أن الرهان اليوم يجب أن يكون على عنصرين أساسيين:
الحفاظ على مدرسة النادي: يزخر النادي الرياضي الصفاقسي بمواهب شابة قادرة على إعادة الفريق إلى الواجهة متى تم منحها الفرصة والثقة اللازمة. وتاريخ النادي شاهد على أجيال من النجوم الذين صعدوا من الفئات السنية ليحملوا الفريق إلى المجد.
ضمان الاستمرارية الفنية: إن تغيير الإطار الفني مع كل كبوة لم يعد خياراً ناجعاً. بل المطلوب اليوم هو منح الطاقم الفني الحالي الثقة والاستمرارية على الأقل لموسم إضافي، مع توفير الظروف المناسبة للعمل، بعيداً عن الضغوط الآنية.
ماذا ينتظر النادي في الموسم المقبل؟
الموسم القادم سيكون مفصلياً. فإما أن ينجح النادي في لملمة صفوفه والعودة تدريجياً إلى طريق الانتصارات، أو يستمر في الانحدار الذي قد يعصف بتاريخه العريق.
كل ذلك يتوقف على:
مدى سرعة تعيين إدارة جديدة قادرة على ضخ دماء جديدة وإعادة ترتيب البيت الداخلي.
مدى قدرة الهيئة المؤقتة أو القائمين الحاليين على تأمين الحد الأدنى من الموارد المالية.
وقبل كل شيء، مدى التمسك بالمواهب الشابة والرهان الجاد على الاستمرارية والاستقرار الفني.
كلمة أخيرة
جماهير النادي الرياضي الصفاقسي، رغم الألم والخيبة، ما تزال متشبثة بالأمل. ولعل عودة الاستقرار الإداري والمالي قد تكون الخطوة الأولى نحو إعادة البناء، لأن نادياً بتاريخ السي آس آس لا يمكن أن يقبل بالانكسار.