دعت الأمم المتحدة كلا من الهند وباكستان إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والسعي نحو حلّ سلمي للتوتر المتصاعد بينهما، وذلك عقب الأحداث الدامية التي شهدتها منطقة كشمير مؤخرًا. يأتي هذا النداء الأممي بعد تصاعد التوترات بين الجارتين النوويتين، والذي شمل تعليق إصدار التأشيرات، وطرد دبلوماسيين، وإغلاق للحدود.
الوضع الأمني في كشمير
شهد وادي ليبا في الشطر الباكستاني من كشمير تبادلًا لإطلاق النار بين موقعين خلال الليل، حسب ما صرح به المسؤول المحلي سيد أشفق جيلاني، مؤكدًا عدم استهداف المدنيين واستمرار الحياة اليومية بشكل طبيعي مع بقاء المدارس مفتوحة. وفي المقابل، أعلن الجيش الهندي أن الحادث تم بأسلحة خفيفة من الجانب الباكستاني، وقد تم الرد عليه بـ”فعالية”.
تصعيد ميداني وتوتر سياسي
ردًا على الهجوم، أقدم الجيش الهندي على تدمير منزلين يُعتقد أنهما يعودان لعائلات منفذي الهجوم، بينما صوت مجلس الشيوخ الباكستاني بالإجماع على قرار يدين الاتهامات الهندية، ويؤكد استعداد باكستان للدفاع عن نفسها. وفي هذا السياق، دعت إسلام آباد الهند لتقديم أدلة، ووصفت الاتهامات بأنها “غير عقلانية وغير منطقية”.
خلفية الهجوم وتبعاته
بدأت الأزمة بعد أن أطلق مسلحون، يوم الثلاثاء، النار على سياح في منتجع باهالغام، ما أسفر عن مقتل 25 هنديًا ومواطن نيبالي واحد، حسب ما أعلنت الشرطة الهندية. وأشارت الحكومة الهندية بأصابع الاتهام إلى باكستان، ما أجّج التوترات السياسية بين البلدين اللتين خاضتا ثلاث حروب منذ استقلالهما عام 1947.
الموقف الدولي والدعوات للتهدئة
وفي نيويورك، دعا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إلى ضبط النفس، محذرًا من خطورة تفاقم الوضع. كما قدم عدد من القادة الدوليين تعازيهم للهند، فيما أعربت الولايات المتحدة عن تضامنها الكامل معها.
التصعيد الإعلامي والخطاب السياسي
تلعب وسائل الإعلام دورًا في تأجيج الرأي العام في كلا البلدين، مما يدفع القيادات السياسية إلى تبني مواقف متشددة. وفي أول تعليق له، صعّد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي من لهجته، قائلاً إن الهند ستلاحق الإرهابيين ومن يدعمهم إلى أقاصي الأرض، متعهدًا بالعقاب الصارم.