أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن الولايات المتحدة قد حصلت على “تنازل كبير” من بنما يسمح للقوات الأميركية بالانتشار في المنطقة المحيطة بقناة بنما، وفقًا لاتفاق ثنائي جديد. رغم أن هذا الاتفاق لا يشمل إقامة قواعد عسكرية أميركية دائمة، إلا أنه يُمكّن الجيش الأميركي والشركات العسكرية الخاصة المتعاقدة مع الولايات المتحدة من استخدام المواقع والمنشآت المخصصة للتدريبات والأنشطة الإنسانية.
الاتفاق الذي تم توقيعه بين وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث ونظيره البنمي فرانك أبريغو، يمتد لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد. ينص الاتفاق على أن المنشآت ستكون ملكًا للدولة البنمية، وستكون مخصصة للاستخدام المشترك بين قوات البلدين.
ويُعتبر هذا التحرك خطوة كبيرة نظرًا لأن بنما كانت ترفض في السابق فكرة إعادة تأسيس قواعد عسكرية أميركية على أراضيها. وكان الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو قد رفض طلبات الولايات المتحدة بتأسيس قواعد عسكرية دائمة في البلاد، مؤكدًا أنه لا يمكن قبول أي محاولة لإشعال الفوضى أو المساس بسيادة بنما على قناة بنما.
من جانب آخر، أشار وزير الدفاع الأميركي إلى أن التدريبات العسكرية المشتركة ستكون فرصة لتقوية التعاون الدفاعي مع بنما، بينما حذر من أن النفوذ الصيني في المنطقة يشكل تهديدًا، مؤكدًا أن القناة تعد أحد أهم الممرات المائية في العالم، حيث تمر أكثر من 40% من حركة الشحن الأميركية عبرها.
تُعد هذه الخطوة حساسة سياسيًا في بنما، حيث يُذكّر وجود القوات الأميركية في المنطقة بالفترة التي كانت فيها الولايات المتحدة تسيطر على قناة بنما قبل تسليمها للسيادة البنمية في عام 1999.