كشفت وزارة الشركات والصناعة الإيطالية عن وصول الوزير أدولفو أورسو إلى تونس العاصمة صباح اليوم الاثنين 27 ماي 2024 بمهمة رسمية في إطار خطة ماتّي التي وصفتها بأنها ترمي إلى تعزيز العلاقات الثنائية بمجالات الصناعة، الطاقة، التكنولوجيات الجديدة والاتصالات.
واكدت الوزارة الإيطالية في بلاغ لها نشرته وكالة الانباء الايطالية آكي إن “الوزير أورسو، يلتقي اليوم كلاً من وزير تكنولوجيات الاتصال التونسي نزار بن ناجي ووزيرة الصناعة والمناجم والطاقة فاطمة ثابت”.
وتابعت أن “زيارة أورسو تأتي في إطار بعثات الحكومة الإيطالية إلى تونس”، وهي “البلاد التي شهدت حضور رئيسة الوزراء جورجا ميلوني أربع مرات منذ بداية الدورة التشريعية لحكومتها”، مما “يؤكد العلاقة الجديدة القائمة بين البلدين اللذين يعتبران تاريخياً، صديقين حميمين للغاية وقريبين جداً”.
وتابعت الوزارة الايطالية أن “تونس هي الدولة الإفريقية الرابعة التي يزورها أورسو في إطار خطة ماتّي، بعد البعثات التي قادها إلى الجزائر، مصر وليبيا”. واختتمت مبينةً أن “في الأسابيع المقبلة، سيسافر الوزير إلى كينيا أيضاً”.
يذكر ان “خطة ماتي” قد طرحتها رئيسة الحكومة الايطالية جورجيا ميلوني خلال قمة ايطاليا-افريقيا جانفي الماضي، وقد سميت على اسم مؤسس مجموعة الطاقة الإيطالية “إيني” إنريكو ماتي، على برنامج واسع من الاستثمارات والشراكات في قطاع الطاقة.
وبحسب الجانب الإيطالي، فإن الهدف هو تأمين إمدادات الاتحاد الأوروبي من منتجات الطاقة وتسريع تنمية البلدان الأفريقية لإبطاء تدفقات الهجرة نحو أوروبا.
وتهدف خطة ماتي التي تتنزل في اطارها هذه الزيارة اليوم، وهي مشروع إستراتيجي على المستوى الجيوسياسي، إلى النظر إلى أفريقيا على قدم المساواة، بعيدا عن منطق الخيرية أو الأبوية أو الرفاهية، وتعميق الشراكات القديمة وإقامة شراكات جديدة في أفريقيا، ومراعاة مصالح كافة الأطراف المعنية، وفق تصريحات الجانب الايطالي.
وترتكز الخطة على الحاجة الضرورية الملحة لتعزيز مهام إدارة التعاون بين إيطاليا والدول الأفريقية، من أجل تعزيز التنموية الاقتصادية وبالتالي إيجاد حلول للهجرة غير الشرعية.
وتتبنى الحكومة الإيطالية “خطة التنمية والمرونة من أجل أفريقيا”، وهي بيان سياسي من سبع نقاط للقارة، ينتظر أن يصبح منصة يمارس الدبلوماسيون الإيطاليون من خلالها الضغط على مختلف وكالات الأمم المتحدة للحصول على ترجمة عملية لهذا الاتجاه السياسي.
من بنود الخطة بناء مراكز مؤقتة تشرف عليها الأمم المتحدة في البلدان الأفريقية التي تنطلق منها القوارب لإنشاء قنوات للهجرة النظامية وإعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى وطنهم، وتدريب الصحافيين الأفارقة لرفع مستوى الوعي لدى أولئك الذين يعتزمون الهجرة، وذلك بشأن مخاطر الطرق غير القانونية.
وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد قد علق على خطة ماتي في كلمته خلال القمة الايطالية الافريقية جانفي الماضي قائلا :”إن خطة “ماتيي” mattei ليست فقط التعاون في جملة من القطاعات، بل هي طريق في اتجاهين، طريق بها العديد من المحطات، محطات تتعلق بكل المطالب المشروعة لأي إنسان، يتصافح فيها الشمال والجنوب، تتصافح فيها افريقيا مع إيطاليا، ليمشيان الند للند واليد في اليد لفتح صفحة جديد في التاريخ.”
واضاف :”إننا لا نضع اليوم ركائز بنية أساسية بل نساهم مساهمة فاعلة في وضع بنية فكرية تقطع مع مفاهيم قديمة وتفتح آفاقا جديد أسمى وأرقى يتساوى فيها البشر ولا وجود فيها لترتيب تفاضلي للمجتمعات والدول”.