مثلما نعلم جميعا كان لاعب منتخبنا الوطني للشباب غيث الوهّابي سببا في ضربة الجزاء التي حصل عليها منتخب الأوراغواي في وقت قاتل فسجّلها وانتصر على منتخبنا عندما كانت النتيجة تتّجه نحو تعادل يحملنا مباشرة ( مع الأاوراغواي ) إلى الدور الثاني.
وكان واضحا أن اللاعب تأثّر كثيرا وشعر بذنب كبير لأنه كان يظنّ أنه سيكون وراء إقصاء منتخبنا من الدور الأول … فبكى ولعن الحظّ التعيس ألف مرّة … ولم تفلح محاولات الإطار الفنّي وزملائه في التخفيف من حدّة ذلك الشعور الرهيب لدى غيث الوهّابي.
ولعلّ من حسن حظّه وحظ منتخبنا أن جاء الخبر السعيد بعد بضع ساعات عندما علم اللاعب وزملاؤه وعلمنا نحن هنا أيضا بأن منتخبنا مرّ إلى الدور الثاني بفضل فارق الأهداف فهدأت الأمور نوعا ما عند الوهّابي الذي قد بلغته ربّما أصداء ما حصل من تونس حيث انبرى بعض ” النبّارة ” يكيلون اللوم لهذا اللاعب وصبّوا عليه جام غضبهم بطرق غريبة.
ولهؤلاء جميعا نقول:
– عندما يكون أي لاعب تحت لواء الراية الوطنيّة فلا معنى وقتئذ أن يكون من الترجّي أو الإفريقي أو النجم أو البنزرتي أو الملعب التونسي أو أي فريق آخر لأن الجميع ” جنود ” يجمعهم العلم ويقودهم هدف واحد وهو تشريف راية البلاد.
– عندما يخطئ أي لاعب لماذا يبحث البحث عن فريقه الأم ليحاسبه على الخطأ أو ليلتمس له العذر عن ذلك الخطأ؟. أليس كل لاعب معرّض للخطأ مهما كان ومهما علا شأنه ؟.
– هل يمكن لأي عاقل في هذه البلاد أن يتصوّر أن غيث الوهاّبي تعمّد الخطأ إلا إذا كان من يعتقد ذلك ” مهبول ” أو أعمى البصيرة جرّاء حقده على الترجّي مثلا؟.
– ليعلم الجميع ويشهدوا أن هذا اللاعب الذي استعمله مدرّبه في خطّة ليست خطّته قدّم مستوى من أروع ما يكون خلال اللقاءات الثلاثة إلى حدّ الآن إلى درجة قد تجعله قلب الدفاع المنتظر في الترجّي في المرحلة القادمة . وإذا كان مردود أي لاعب بذلك المستوى فمن العيب أن نلومه على خطأ يمكن أن يرتكبه حتى ” بيكنباور ” أو ” رود كرول ” عندما كانا في عزّ الشباب.
وبناء على كل ما سبق نرجو أن يترك البعض هذا اللاعب يعمل لأنه مشروع لاعب كبير ليس للترجي فقط وإنما للمنتخب الوطني في قادم السنوات.
وليعلم الجميع أن هذا الكلام كنّا سنقوله حتى لو أن منتخبنا الوطني خرج من الدور الأول بسبب ذلك الخطأ … فقط لأن لنا موقفا مبدئيّا ثابتا لا يمكن أن يتغيّر بمجرّد خطأ.
طارق- م
( ملاحظة : الصور مأخوذة من صفحة ” تونسيّون في قطر ” فشكرا لهم ).