كلمة الأمين العام للكنفدرالية التونسية العامة للشغل الحبيب جيزة
ألقى الأمين العام للكنفدرالية التونسية العامة للشغل الحبيب جيزة على هامش مناسبة الإحتفال بعيد الشغل العالمي كلمة أكد من خلالها أن الكنفدرالية تسعى لتجديد الحركة النقابية من أجل تونس أفضل، خاصة و أن تونس اليوم ليست في أفضل أحوالها اقتصاديا و اجتماعيا، بسبب التراكمات التي شهدتها العشرية الأخيرة، و منذ الثورة تم إعلاء صرح الحريات، لنجد أنفسنا بعد ذلك أمام اختبار صعب فرض علينا أن نتدرب على الديمقراطية التي كنا قد حرمنا منها لسنوات و عقود طويلة.
فتحت الثورة التونسية المجال أمام التعددية الحزبية و النقابية و غيرها… و لكن للأسف الشديد وقعت العديد من الإضطرابات، إذ انتقلنا من المرحلة الوطنية إلى مرحلة المواطنة.
تعرض الدينار التونسي منذ سنة 2010 إلى اليوم لعدة نكسات، و هو ما جعل منه اليوم ضعيفا و واهنا إلى أقصى الحدود، فأجر التونسي قد تضاعف منذ سنة 2010 و رغم ذلك لا نستطيع شراء نصف ما كنا نشتريه بنصف هذا الراتب سنة 2010! و بالتالي الزيادة في الأجور ليست مهمة أمام تدهور المقدرة الشرائية التي تكاد تلامس القاع.
إذا اردنا لهذه الدولة أن تتجاوز أزماتها لا بد للقوى الحية في البلاد و على رأسها الحركة النقابية من أن تلعب دورها، و كان الشعب التونسي في الماضي قد برهن عن وطنيته و صموده و حبه لبلاده بأن ضحى بأجره لمدة 15 سنة كاملة.. و اليوم نحن مطالبون باستعادة مثل هذه الصفات لإنقاذ بلادنا و انتشالها من أزماتها.
تملك الحركة النقابية دورا هاما سواء في مرحلة التحرر الوطني و الإستقلال، سواء في بناء الدولة الوطنية، أو اليوم في المرحلة الجديدة، مرحلة بناء الديمقراطية.
و نوه قيزة بمناسبة احتفالات عيد الشغل إلى أن الحركة النقابية في شكلها الحالي تتطلب إصلاحا و تجديدا عاجلا، و قال:” كنا نعتقد بأن ثورة 14 جانفي ستكون فرصة لقيادة اتحاد الشغل للدخول في تقييم سليم، و لكن إذ بها ترفع راية و شعار بأنها أقوى قوة في البلاد، و من هنا بدأت الانتكاسات الحقيقية”.
و في ذات المناسبة صرح حسين الديماسي بأن شهر أوت من سنة 1977 شهد تنكر اتحاد الشغل لمبدأ “العقد الإجتماعي” و من هناك انطلقت الهزات وصولا إلى نكبة 26 جانفي 1978، بحيث أن الإنطلاقة المميزة التي حدثت في أوائل السبعينات انتهت بمأساة و مهزلة كبيرة مضنية و موجعة للبلاد في اواخر هذه الفترة.
في اواخر السبعينات و بداية الثمانينات دخلت البلاد في دوامة التفاوض حول تحيين الأجور بالرجوع لمؤشر التضخم، و ذلك دون الإعتناء بالإنتاج و الإنتاجية!
كل هذه الهنات لا مجال لإصلاحها أو تجاوزها سوى عن طريق جيل جديد يقطع تماما مع الماضي و يرسم المستقبل بفكر جديد، و بالتالي لا أمل امامنا في تجاوز هذه الأزمة سوى أن نعول على شباب تونس الواعد.
بلال بوعلي