تابعت في سهرة الأمس واحدا من أروع ما يمكن مشاهدته في مجال كرة القدم العالمية وكان طبعا ذلك اللقاء الذي دار بين ريال مدريد على أرضه وأمام جمهوره و” فيا ريال ” الذي يمثّل ( من الناحية الجغرافية ) قرية صغيرة في إسبانيا ولا يملك حتى 1 على 1000 مما يملكه الفريق الملكي من إمكانات وأموال وجمهور.
ورغم كل تلك الفوارق ورغبة الريال في الاقتراب ( من خلال الفوز ) من برشلونة فإن الرياح جرت بما لا يشتهي ” كارلو أنشيلوتي ” ولاعبوه وكافة الأطراف التي لها علاقة بالفريق.
وبكل صدق فقد لقّن ” فيا ريال ” البارحة ريال مدريد درسا قاسيا عسى أن يكون مفيدا له وأن يستخلص منه الفوائد والعبر. وقد اتضح مرّة أخرى أن لعبة كرة القدم ليست بالضرورة تكديس جيش من اللاعبين ذوي الأسماء اللامعة بقدر ما هي لعبة جماعية يعرف كل واحد من المجموعة دوره ويتقنه كأحسن ما يكون. فأسماء لاعبي ريال مدريد لو قارنّاها بلاعبي المنافس تبث الرعب في قلوب أي لاعبين ينتمون لأي فريق. لكن لاعبي ” فيا ريال ” ومن ورائهم مدرّبهم لم يتأثّروا برنين الأسماء اللامعة لأنهم بكل بساطة يؤمنون بما لديهم من إصرار وعزيمة و ” قليّب ” وتكافل ولعب جماعي … وكل هذا أدّى إلى انتصار رائع ومستحق إلى أبعد الحدود.
وأكثر من هذا … فقد رأينا أن ” فيا ريال ” لم يكن من ذلك النوع من الفرق التي تركن إلى الدفاع طيلة اللقاء وتحاول أن تستغل فرصة ” ضايعة ” قد تأتي منها ضربة قاضية . رأينا فريقا منظّما … تخرج الكرة من خطّه الخلفي ( بمن فيه الحارس ) نظيفة مثلما يقال … تدور الكرة بين لاعبيه بسلاسة كبيرة … وقد خلق فرصا عديدة ضاعت أيضا … وهو باختصار فريق متكامل ولم يسرق انتصاره على ” الملوك ” بل استحق الانتصار ولقّن أقسى درس لأصحاب الديار.
طارق المالكي