بيننا وبين المغرب : 100 سنة ضوئيّة يا جماعة ” أقوى بطولة في المنطقة العربية والقارة الإفريقية “

 

ليس أسوأ في تاريخ العرب كلّهم من أن يقولوا أو يقول أحدهم ” كنت … وكنّا … وكان لدينا كذا  ..وكذا “. فالعرب لم يدركوا إلى اليوم ( وربما لن يدركوا أبدا ) أن ” كان ” فعل ماض يفيد ما ولّى وانتهى ولن يعود… وهذا واحد من أسباب تخلّفهم وتأخرهم عن بقية الشعوب في كافة أصقاع العالم.
أقول هذا بعد الإحساس الذي خلّفه لدينا ليلة البارحة انتصار المنتخب المغربي على المنتخب البرازيلي… لست أغبط  أشقاءنا المغاربة لا سمح الله لكن يغيضني أن أرى إلى أين وصلوا وأين بقينا ؟؟؟.
المغاربة وعلى غرار الكثير من البلدان العربية والإفريقية وغيرها ( وأتحدث هنا عن المجال الرياضي فقط ) شرعوا منذ سنوات في العمل من أجل التطوير وبلوغ درجات معيّنة … واليوم قد بلغوها بفضل العمل وتوحّدهم من  أجل تحقيق الغاية الأسمى وهي مصلحة الوطن. أما نحن فقد ظللنا نعيش على أنغام الماضي وكذبة ” درّة المتوسّط ” وكذبة أقوى بطولة لدى العرب وفي إفريقيا …ولولا البعض من الحياء لقالوا لنا إن بطولتنا التعيسة أفضل أو في نفس المستوى مثلا مع البطولة البرتغالية أو الفرنسية أو الإيطالية التي تدنّت خلال السنوات الأخيرة إلى مستويات أقلّ وأضعف.
إن مشكلتنا الحقيقية هي أننا نكذب على أنفسنا ثم سرعان ما نصدّق كذبنا . صحيح أننا مثلا كنّا السباقين في ” زرع ” أسس الرياضة والتحكيم في  أغلب البلدان الخليجية مثلا عن طريق كافاءاتنا التي يشهد لها القاصي والداني …لكن صحيح أيضا أن بلدان الخليج ” طارت بينا ” بفضل التخطيط والعمل والإنفاق  على الرياضة والاستثمار فيها . أما نحن فقد بقينا نجترّ نفس الأشياء ونعيّن من نشاء في المكان الذي نشاء ليس من باب الجدارة والكفاءة بل من باب كافة الأمور الأخرى التي تعرفون … ولا علاقة لها إطلاقا بالكفاءة والخبرة والجدارة بل بالولاء و” هزّان القفّة ” وعدة أشياء أخرى.
نعود الآن إلى المغرب وهو البلد الذي يمكن أن نقارن أنفسنا به إذ لم يكن يختلف عنّا في شيء . هذا البلد وضع برامج واستراتيجية عمل وشرع في تطبيقها وانظروا إلى أين وصل في بضع سنوات لأن النتائج تتكلّم وحدها… ويكفي أن نقول إنه نظّم بطولة العالم للأندية في مناسبتين وبلغ في إحداها الرجاء البيضاوي الدور النهائي ولعب نصف نهائي كأس العالم وما أدراك ما كأس العالم … وهاو يستعدّ من خلال ملفّ صلب ومتكامل لتقديم طلب مشترك لتنظيم كأس العالم … وسوف ينال شرف التنظيم إن آجلا أو عاجلا.
أما نحن فسنواصل النوم في العسل … نتغنّى بالماضي الذي راح ولن يعود … نحلم ونحلم في الوقت الذي نرى فيه غيرنا يعمل ولا يؤمن إلا بالعمل.
شارك المقالة

Read Previous

طرفة الطرائف : عندما تكون ” كعبة لا ” في الرياضة وفي التاريخ والجغرافيا فإنك ستكتب مثل هذا

Read Next

تواصل الإضرابات الفرنسية بسبب الترفيع في سن التقاعد

Most Popular