رغم طلب الإدارة الأمريكية من إسرائيل دعم قرارها في مجلس الأمن الدولي الذي يدين الهجوم الروسي على أوكرانيا إلا أنّ الكِيان الصُّهيوني امتنع عن ذلك!
فما هو السر الكامن وراء رفض الإسرائيليين لمساندة توأم الروح أميركا؟
لا يخفى عن المتابعين للشؤون الدولية التقارب الكبير جدا بين كل من إسرائيل و أميركا، بل إن العالم على علم و بينة بأن ما وصلت له إسرائيل من قوة “جبارة” يعود فيه الفضل أولا و أخيرا للولايات المتحدة الأمريكية.
أما ما يحدث اليوم من امتناع إسرائيل عن مساندة الأمريكيين ضد الروس،فيبدو غريبا و مريبا بعض الشيء!
فما هو سر امتناع الكيان عن مساندة أميركا؟
إلى حد هذه اللحظة امتنع رئيس الوزراء الإسرائيلي “نفتالي بينيت” عن استخدام عبارة “الإدانة” أو أي إشارة مشابهة ضد روسيا و ممارساتها التي يشهدها العالم.
وقال موقع “تايمز أوف إسرائيل”: “على الرغم من طلب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، من إسرائيل دعم قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدين الغزو الروسي لأوكرانيا، امتنعت إسرائيل عن القيام بذلك”.
و يبدو أن إسرائيل ترفض الإصطفاف إلى أي جانب سواء الروسي أو الأمريكي.. و تشجع على الحلول الدبلوماسية…
يبدو جليا أن إسرائيل بامتناعها عن الإصطفاف إلى جانب الأمريكيين تسعى للحفاظ على علاقتها مع روسيا، خاصة و أن روسيا سمحت لإسرائيل باستخدام المجال الجوي السوري لشن هجمات عسكرية ضد وكلاء إيران.
و بالتالي يقف الكيان الصهيوني فوق الجمر، فمن جهة هو مطالب بمساندة حليفه الأمريكي، و من جهة ثانية غير قادر على خسارة الروس خوفا من اندلاع حرب مستقبلية.
في نهاية المطاف تشكل روسيا في الوقت الحاضر درعا لإسرائيل، إذ تحول بينها و بين كل من الإيرانيين و الدمشقيين الذين يهددون أمنها و سلمها الداخلي في كل لحظة، و إن كانت إسرائيل ستختار أميركا على حساب روسيا، فإن هذا الأمر سيعود عليها بالوبال.
و لكن إلى حد هذه اللحظة لا يزال الكيان يتخبط دون أن يدلي بقرار واضح و مباشر.
فإلى متى ستظل إسرائيل محايدة دون أن تعلن ولاءها لجهة بعينها؟ ثم إن هذا الحياد يمثل في باطنه إنحيازا غير علني للمصلحة الخاصة الإسرائيلية على حساب كل من روسيا و أميركا.
و تقريبا لوجهات النظر يجب الإقرار بأن روسيا في الوقت الحاضر أهم بكثير من واشنطون بالنسبة لإسرائيل، و ذلك بسبب الأمن و السلام الذي يضمنه الروس للإسرائيليين.
بلال بوعلي