منذ الخامس عشر من ديسمبر 2020 نظم ائتلاف صمود ندوة صحفية من أجل تقديم مبادرة وطنية، أطلق عليها عنوان “نداء من أجل المؤتمر الوطني الشعبي للإنقاذ”، و كان سمير الشفي قد أكد في ذات التاريخ بأن هذه المبادرة الداعية الى عقد مؤتمر وطني شعبي للإنقاذ لا تتناقض أبدا مع مبادرة الاتحاد. خاصة و أن ائتلاف صمود قد أكد بأن الوضع السيء للبلاد هو السبب الرئيسي لإطلاق المؤتمر الوطني الشعبي للإنقاذ، ذلك أن الساحة السياسية في البلاد جد متأزمة، حيث أنها أثرت سلبا على الإقتصاد و المجتمع… لتتدهور بذلك كل قطاعات الدولة.
أما اليوم فقد صرح “حسام الحامي” و هو المنسق العام لإتلاف صمود عن انعقاد المؤتمر الوطني الشعبي للإنقاذ في شهر جوان أو جويلية من هذه السنة، و من المنتظر أن تشارك في هذا المؤتمر العديد من الأحزاب و المنظمات الوطنية، و سيكون السبب الرئيسي من وراء هذا المؤتمر محاولة إيجاد حل للأزمة السياسية الحادة التي تعاني منها البلاد، هذه الأزمة التي انعكست على المجتمع و الإقتصاد و الثقافة و حتى البيئة..
و لكن هذه المبادرة تطرح العديد من الأسئلة و الشكوك، خاصة من جهة إمكانية اقترانها و التحامها باللوبيات القديمة التي انتشرت سنوات 2011 و 2014 و كانت لها اليد العليا و العابثة بالواقع التونسي حيث ساهمت بشكل كبير في إدخال و إخراج الأموال الضخمة من البلاد التونسية في تلك الفترة الحرجة.. و منذ 2011 تغولت اللوبيات في تونس مستغلة انهماك الأحزاب في السياسة دون غيرها، و ارتخاء قبضة الأمن.. لتصبح تلك اللوبيات متمركزة داخل كل دواليب الدولة، و هو ما نتج عنه تغول التجارة الموازية و التهريب و تبييض الأموال و الفساد بشتى أنواعه…
لذلك فالخِشية كل الخِشية من وجود علاقة تربط هذه المبادرة بتلك اللوبيات الخطيرة و المستفحلة في كامل البلاد.
من جهة أخرى يمكن لهذه المبادرة أن تكون حسنة، و بعيدة كل البعد عن التجاذبات السياسية الضيقة، و تلاعب اللوبيات الساعية لاحتكار كل ما يمكن احتكاره، و هذا ما نتمناه جميعا خاصة من مثل هذه الإجتهادات التي وجب أن تكون خالصة للدولة و الشعب.
بلال بوعلِي