ابداء الرأي في أي قضية يتطلب الاطلاع على كل التفاصيل في دقتها و عند وجود خصومة بين طرفين أو أكثر لا بد من سماعهم … هذا في الحالات العادية بين الأفراد و عندما تكون الأمور على نطاق أوسع يكون التدخل لو لمجرد ابداء الرأي بطرقة جد حذرة.
و العاقل من يتحكم في عواطفه عندما يفاجأ بواقعة تفرض عليه التدخل و يعمل على معرفة كل ما حف بذلك قبل الاصداع بموقف معين … و يتعقد الموقف حين تتعلق القضية بالسياسة و بشخص يمثل مجموعة من الناس و في هذه الحالة لا بد من الاصداع بموقف ناتج عن رؤية بعيدة المدى تنبنئ عن نضج فكري يجلب الاحترام .
و مع الأسف هناك من يفقد الهدوء المطلوب حين يواجه قضية حساسة و خطيرة تتعلق بالجهة التي ينتمي إليها … و يندفع في صراخ و في حركات متشنجة و كأنه يريد أن يقنع الطرف الأخر بوجهة نظر صعبة التمرير و الاقناع مع الأسف مثل هذه المواقف لا تخدم صاحبها بل تزيد في ورطته و في انزعاج الملتقي الذي ينفر من الصراخ لأن الواثق من كلامه يتحدث بهدوء و بوضوح و يقدم البراهين و الحجج التي تعاضد القضية التي يدافع عنها لأن الاستنكار يتطلب الهدوء كذلك و جل الناس تكره الصراخ و المواقف المتشنجة حتى عند الدفاع عن الحق و الاقناع لا يمكن أن يأتي عن العنف اللفظي .
و مع الأسف أصبحنا نعيش مرحلة كثر فيها الصراخ خاصة عند مواطنين من المفروض أن يكونوا مثالا للهدوء و لقوة الاقناع بالكلمات اللطيفة و العنف اللفظي يفقد أصحابه الوقار و الاحترام في وقت هم في أشد الحاجة إلى كسب ودّ الناس … و يتعقد الموقف حين ينهار مسؤول و ينكر ما قاله و يحاول فرض تفسير للخروج من الورطة التي يسعى إليها بمحض إرادته .
محمد الكامل