جريدة الخبير

تونس تعمل من أجل أن تكون قاطرة ثقافية عربية اورومتوسطية

 Capture d’écran 2019-02-01 à 12.57.16

تلعب الثقافة دورا هاما في تطور المجتمع وتقدمه وبلورة الوعي الإنساني، خصوصا الثقافة ذات الطابع والمضمون الوطني الديمقراطي والحضاري الموجه، التي تعزز قيم الوطنية والحرية والديمقراطية في بناء الحياة الاجتماعية.

كل هذه المفاهيم تتطلب مناخا اجتماعيا سليما وإرادة دولة وإستراتيجية سياسية تدعم العمل الثقافي وتعمل على التعريف بالموروث الثقافي، تونس كغيرها من بلدان العالم العربي تحمل من الموروث الثقافي والحضاري ما يميزها عن غيرها من الدول، وبعد الثورة ومع تعاقب الحكومات وانعدام الاستقرار السياسي، شهد الميدان الثقافي فترات صعبة، انتهت بتولي الأستاذ الموسيقي والمتحصل على الإجازة في علم اجتماع الثقافة والاتصال وشهادة الماجيستير في تاريخ وعلوم الموسيقى من جامعة السوربون وعلى الدكتوراه في تاريخ وعلوم الموسيقى من جامعة السوربون، محمد زين العابدين، منصب وزير الشؤون الثقافية في حكومة يوسف الشاهد.

 

حيث اعتبر محمد زين العابدين أن التحدي الأساسي هو التنمية الإنسانية من منطلق الفعل الثقافي، وعمل منذ استلامه منصبه على جعل الثقافة تساهم بكافة أشكالها في خلق مجال حقيقي للإبداع والابتكار والاجتهاد وتغيير هذا الواقع الذي نعيش فيه إلى الأفضل، من منطلق الحرية والإرادة، فترأست تونس بين سنتي 2016 و2018 مؤتمر وزراء الثقافة العربية تحت رئاسته.

من جهة أخرى راهن محمد زين العابين على إرساء ثقافة الاستثناء في تونس، فقام ببعث عديد المشاريع الثقافية منها مسرح الأوبرا وتكوين أوركسترا أوبرا تونس، ومتحف الفنون الحديثة والمعاصرة، والإدارة الخاصة بالخزينة الوطنية للفنون التشكيلية التي تضم ما يزيد عن 13 ألف عمل اقتنتها الوزارة، وبيت الرواية، والمكتبة السينمائية، ومركز تونس للاقتصاد الثقافي الرقمي، والمركز التونسي لفن العرائس، إلى جانب أيام قرطاج التي لم تعد تقتصر فقط على السينما والموسيقى بل شملت فنون الشعر، والفن المعاصر.

 

من جهة أخرى و إلى جانب إحداث المؤسسات، عمل وزير الثقافة إلى اعتماد ما يسمى بسياسة الأقطاب التنموية الثقافية الجهوية، وذلك بتسمية الفنون بأسماء المدن، مثل مدن الفنون، ومدن الحضارات في مستوى الآثار، ومدن الآداب والكتاب، في مستوى النشر وكل ما له علاقة بالمعرفة.

 

في ذات الإطار أحدثت وزارة الثقافة 50 فضاء ثقافيا في هذه الجهات، أضف إلى ذلك الفضاءات الثقافية الخاصة، فكل مبادر أو مستثمر يريد أن يبادر بإحداث ثقافي إلا وجد الترحاب من قبل الوزارة ، وهو ما يسمى بـ”ثقافة القرب” كمرجع أساسي لدعم هذه الثقافات.

 

من جهة أخرى تم بعث مدينة الثقافة قصد إتاحة الفرصة للمثقفين والمبدعين للتعبير عن قدراتهم، إلى جانب تكوين جماهير ثقافية تتعامل مع كل أشكال الثقافة، فوزارة الشؤون الثقافية لا تعمل على الإحاطة بالمبدعين، بل على تكريس مبدأ الحق الثقافي للجمهور، ليكون له نشاط ثقافي.

 

حيث انه في لقاء صحفي اثر مؤتمر وزراء الثقافة العرب وفي اجابته عن السؤال التالي ” هل يمكننا التعرف بإيجاز على السياسة الثقافية لديكم وأهدافها؟” قال وزير الثقافة محمد زين العابدين : ” السياسية الثقافية في تونس بإيجاز شديد تتمثل في أنها تريد أن تجعل من تونس قاطرة حقيقة للفعل الثقافي العربي، ونريد أن نجعل منها قاطرة للتنمية البشرية في تونس، وهذا هو الرهان الأول، فمن المهم جدا بالنسبة لنا الإقرار بالمكانة العربية والأورمتوسطية، ولدينا ما يمكننا من إبراز هذه الأشياء، أضف إلى ذلك، هو الإقرار بأن وزارة الثقافة لدينا يتم التعامل معها على أنها وزارة سيادية، وزارة مبادرة وتجديد وابتكار، وهو الرهان الحقيقي في إثبات ذلك بالفعل، والأهم هو الاعتبار الحقيقي لدور الثقافة في لعب دورها مع الدول الأخرى”.

وكان في إجابته ملخص لسياسته وتوجهاته صلب وزارة الثقافة، كما أن الفعل الثقافي بالنسبة له لا يقتصر فقط داخل حدود الوطن بل من بين برامج الثقافة ما يسمى ببرنامج “ما بين الحدود” في ليبيا والجزائر، مما جعل من هذه المناطق مناطق ثقافية للتبادل والتأثر والتأثير.

 

كما أطلق محمد زين العابدين مشروع فضاءات الفنون لتشجيع المواطن للخروج إلى الشارع والتعبير عن فنه وإبداعه بكل طلاقة، وهو أيضا تفعيل لدور الجهات لتكون لديها خصوصيتها، ولهذا قام بتدشين ما يزيد عن مائة ساحة للفنون، كل هذه الإنجازات رافقها اهتمام خاص بكل المهرجانات الثقافية بكامل تراب الجمهورية لتجد وزير الثقافة متواجد في اغلب المدن التونسية يستمع إلى مشاغل الفنانين والمثقفين ويشاركهم مهرجاناتهم وأفراحهم إلى جانب دعم كل الأعمال الثقافية على اختلاف أشكالها، وهو ما ساهم في رسم ملامحه على لوحة رجل الدولة والمسؤول الملتزم .

حنان العبيدي

 

 

0 Shares

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *