جريدة الخبير

الديوان الوطني للتطهير في قفص الإتهام

تشكو شواطئ الجمهورية التونسية في السنوات الأخيرة من ظاهرة التلوث المفرط، سواء تلك القاذورات التي يتركها المصطافين ويخلفونها وراءهم بعد زيارة الشاطئ و السباحة، أو التلوث الصادر عن البحر من أعشاب بحرية و غيرها…

و يتولى في العادة الديوان الوطني للتطهير العديد من المهام نذكر من أهمها:

* مقاومة كل أشكال التلوث المائي.

* التصرف واستغلال وصيانة وتجديد وإقامة المنشآت المعدة لتطهير المدن.

و عدة مهام أخرى… و بالتالي يسأل الديوان وحده عن وضعية البحار التونسية السيئة، التي يشوبها التلوث من الشاطئ الرملي إلى عمق البحر، و تتعمق ظاهرة تلوث الشواطئ خاصة على مستوى الضاحية الجنوبية، من رادس إلى حمام الشط، و هو ما دفع مواطني الضاحية الجنوبية (رادس، حمام الأنف، الزهراء، حمام الشط) إلى الإحتجاج ضد التلوث، من خلال تكوين سلسلة بشرية على طول الساحل من رادس إلى برج السدرية، و نادى هؤلاء بعدة شعارات من قبيل: “الضاحية الجنوبية تنتفض، بحرنا ماهوش روڨارة (بالوعة)، سكر الاوناس على بحر الضاحية الجنوبية (أغلق  الديوان الوطني للتطهير على بحر الضاحية الجنوبية)، الضاحية الجنوبية غدوة خير، وغيرها..”.
و تأتي هذه الإحتجاجات بسبب التلوث الشديد الذي طال عددا كبيرا من شواطئ تونس، و عدم اكتراث و تدخل الديوان الوطني للتطهير من أجل حل اشكال التلوث! خاصة و أن هذا التلوث أصبح مصدرا للروائح الكريهة و المياه نفسها أصحت ملوثة و مسممة، و هو ما أثر على سلامة الكائنات البحرية و تسبب في نفوق الأسماك، و أيضا أصبح هذا التلوث مهددا لصحة و سلامة الإنسان!
كل هذه الظواهر السيئة أدت إلى هجر هذه الشواطئ و امتناع المواطنين و حتى السياح عن التوجه إليها.. فهذه الشواطئ أصبحت بمثابة مكبات النفايات بسبب ما طالها من تلوث شديد.
و لكن هل يكفي مثل هذا التصرف الحضاري، الذي تمثل في تكوين سلسلة بشرية على طول هذه الشواطئ، من أجل استنهاض همة الديوان الوطني للتطهير، و اجباره على التحرك من أجل وضع حد لتلوث شواطئ تونس؟
عبد اللطيف بن هدية 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *