جريدة الخبير

مميش أسد منطقة الستة عشر مترا

كل من يتابع مقابلات الترجي الرياضي التونسي عن قرب لم يتفاجأ بالأداء المميز للحارس الشاب أمان الله مميش، لكن ما فاجأ أنصار و أحباء فريق باب سويقة و حتى المتابعين و المحللين التطور الكبير الذي أدركه مميش من مقابلة لمقابلة، و هذا ما يؤكد قطعا بأن الموهبة بمفردها لا تكفي، و انما حظي حارسنا الشاب بفرصته كاملة ليثبت تألقه و جدارته بحراسة عرين الترجي، و هذا بشهادة كل من هو مطلع على مختلف الفئات العمرية صلب الفريق، إذ نجد فيه كمّا هائلا من المواهب التي ربما لم تحظ بفرصة اللعب كما ينبغي لتثبت نفسها.
* أداء مميز لمميش يقود الترجي للفوز على صن داونز
برز لاعبنا الشاب في المقابلة التي جمعت فريقه بفريق صن داونز ضمن نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا بقدرة عالية على التركيز، و هذه الصفة لا يمكن أن تتحقق سوى بالتجربة و التمرين و الإعداد النفسي و الجسدي…
كما تميز حارس الترجي بالسرعة في ردة الفعل، و هذا راجع لموهبته و السعي المتواصل لتطوير نفسه.
هذا و لوحِظ أن مميش لم يعد يقتصر في وقوفه و تحركاته على خط المرمى، بل أصبح متألقا في التصدي للكرات العالية و منطقة ال18 مترا.
أما الشيء الأبرز و الذي قد يكون غاب عن عيون المتابعين فيتمثل في الثقة الكبيرة التي ضهرت في أداء لاعبنا الشاب، و هذا ما مكنه من السيطرة على كامل منطقة ال18 مترا، بل أكثر من ذلك فرض مميش تعليماته على المدافعين، و نجد أن لاعبين مثل محمد أمين توغاي و ياسين مرياح و هما لاعبان يتميزان بخبرة كبيرة، حرصا منذ صعود مميش على قطع الكرات حفاظا على نظافة شباك الفريق، و لكن بعد أن تأكدا من قدرته على رصد الكرة و التحكم فيها كما ينبغي أصبحا يعولان عليه حتى في التصدي للكرات الصعبة و الخطيرة، و من هنا أصبح مميش مسيرا للتنظيم الدفاعي للفريق ككل، و هذه الصفة من شيمة الحراس الكبار و المتميزين.
يمكن تصنيف تدخلات مميش في مباراته الأخيرة على أنها مدروسة و غير اعتباطية بالمرة، و هنا يتأكد لدى المشاهد أن حارس الترجي قد حَذِقَ استخدام التقنيات الجديدة في حراسة المرمى، فنحن لا نشاهدا تكرارا لحراس السبعينات على غرار شكري الواعر و عتوقة… و انما نقف أمام مقاربة جديدة تميز هذا الحارس عن بقية الحراس الذين كتبوا التاريخ الكروي لتونس.
كل هذه الصفات و الخصال لا يمكن أن تكون جدارا عازلا أمام وقوع مميش في الخطأ، و لكن نتمنى أن لا تكون مثل هذه الزلات المتوقعة سببا في استبعاد مميش، فحارس المرمى مهما ذاع صيته يظل معرضا لإرتكاب الأخطاء.
عموما، نتمنى أن لا تتسبب أخطاء مميش بأضرار كبيرة للترجي، و حتى تستمر هذه الموهبة الصاعدة في النمو و التطور لا بد أن تحظى بدعم و تشجيع الجمهور حتى في حالات الإخفاق.
و اللاعب نفسه يجب أن يبقى في منعة من الغرور و الغطرسة حتى يبقى محل تقدير من فريقه و زملائه و جماهير الفريق العاصمي.
0 Shares