أطاحت ثورة 14 جانفي بعهد من أسوأ ما مر على بلادنا من عهود كان قمع الحريات من أبرز أعمدته، ثورة بشرت بقيام نهضة في مجالات الديمقراطية السياسية و الإقتصاد و العدالة الإجتماعية و التخلص من التبعية ثورة انطلقت من الريف و أثنرت في العاصمة انتصرت للخبز و الماء و الحرية .
تحرر بها أول من ةتحرر المبدعون و المثقفون و استعادوا الحرية المطلقة في التعامل مع القضايا التي تهم الانسان و أصبحت المعركة الحقيقية تخاض في ساحة الفكر و القيم، و بدا أن ملحمة تاريخية تكتب انطلاقا من بلدنا الذي صارت الهجرة إليه واجبا بعد أن كان الهروب منه حلما، عاد المثقفين من المهجر و أخذت تونس المشعل عن باريس لتصبح باستحقاق عاصمة النور و الحرية و أصبح المستحيل ممكنا و متاحا، حتى مثقفي الغرب و مبدعيه عدلوا بوصلة اتجاهاتهم ناحية تونس مثل المبدع الفرنسي (Dieudonné) الذي صودرت حريته في باريس بعد القضايا المرفوعة ضده من طرف اللوبي الصهيوني حيث وجد كل المساندة و الدعم في تونس بعد أن دخلت قناة الجنوبية في مفاوضات مع الشركة المنتجة لأعماله حتى يقدم كل عروضه في تونس بل و دخلت شركة طيران على الخط و تعهدت بنقل السياح في رحلات خاصة لحضور هاته العروض و هو ما يساهم في تلميع صورة البلاد في الخارج و يكون سندا للسياحة .