جريدة الخبير

هل نحن على أبواب مواجهة بين اتحاد الشغل و قيس سعيد؟

يبدو أن الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل السيد “نور الدين الطبوبي” مغتاظ و حانق بسبب تجاهل الرئيس قيس سعيد للمنظمة الشغيلة، و عدم دعوتها للأخذ برأيها في ما تشهده البلاد من تحولات عميقة و تاريخية… و كانت للطبوبي العديد من التصريحات التي تصب في أن مستقبل تونس مرتبط أساسا بالمنظمة الشغيلة، و أنه لا قدرة للدولة على الإستمرارية بدون دعم الإتحاد.

و ما ينذر بالمواجهة بين رئيسي الإتحاد و الجمهورية قرب الطبوبي من الأحزاب و اصراره على اشراكها في القرار، بينما عرف عن قيس سعيد معاداته الصريحة و امتعاضه من الأحزاب.

و أعلن الطبوبي اليوم 25 أكتوبر 2021 إن المنظمة الشغيلة طلبت من رئاسة الجمهورية تقديم خياراتها و نظرتها للفترة القادمة من أجل تحديد موقف رسمي، خاصة في ظل تداول عدد من المقترحات بخصوص نوعية النظام الذي تتجه نحوه  مؤسسة رئاسة الجمهورية، دون تأكيد أو نفي من مستشاري قيس سعيد… و هو ما يؤكد لنا من جديد مدى التباعد و الإنفصال بين الإتحاد و رئاسة الجمهورية.

و لكن كعادته نفى “نور الدين الطبوبي” وجود قطيعة بينه و بين الرئيس مؤكدا أن اختلاف وجهات النظر لا يعني وجود خلاف.

هذا و أبدى الطبوبي منذ أيام استغرابه الشديد من إمكانية إرساء حوار وطني يغيب فيه الإتحاد!

كل هذه التصريحات الصادرة عن الإتحاد و أمينه العام تضعنا أمام مؤسسة نقابية تعودت على أن تكون لها آراء و تدخلات سياسية، و هو دور يأبى الطبوبي التخلي عنه.

و بقدر ما يتمتع الإتحاد بالقوة، فإنه ضعيف و هش إلى أبعد الحدود… فهو قوي بعدد منخرطيه، و لكنه مرتبط ماديا بالحكومة التي تشرف على تمويله كأي مؤسسة وطنية تحت رعايتها و جناحها، و يكفي أن تقوم الحكومة بإيقاف التدفق المالي نحو الإتحاد حتى يسقط و يموت.

إن التعليقات المستمرة الصادرة عن الإتحاد حول سياسات قيس سعيد، تبشر بقرب اندلاع المواجهة بين الطرفين، و يبدو أن الإتحاد لا ينفك يجاهر بأنه قادر على الوقوف في وجه الرئيس.. خاصة و أن المنظمة تدين بشدة تغول الرئاسة و امساكها بكل مقاليد الحكم.. و قد يكون الإتحاد هذه المرة عاجزا عن استمالة حكومة رئيس الجمهورية و جلبها إلى صفه للإستقواء بها.

هذا و يواجه الطبوبي نفسه مشكلة عويصة، إذ يعتبر استمراره على رأس المنظمة الشغيلة غير قانوني، و استثناء وقع اتيانه حتى يستمر الطبوبي كرئيس للإتحاد.. و هو ما زاد الإتحاد ضعفا و هشاشة.

يبدو أن الحرب الباردة بين الإتحاد و رئاسة الجمهورية تزداد تأججا يوما بعد يوم.. خاصة مع اقتراب الحوار الوطني الذي سيتولى إدارته رئيس الجمهورية، و ربما يقصي منه الإتحاد و الأحزاب و جهات أخرى…

بلال بوعلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *