جريدة الخبير

ماذا وراء الإحتفاء الكبير بالرئيس قيس سعيد في مصر؟

على خلاف الغالبية الساحقة من الرؤساء الذي أدوا مؤخرا زيارات رسمية إلى مصر، فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان قد تولى بنفسه استقبال الرئيس قيس سعيد بالمطار، وهو ما لم يفعله الرئيس المصري مع العديد من الرؤساء التابعين لدول أهم من تونس بكثير.
و لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تم أيضا تكريم سعيد من قبل وزارة الثقافة المصرية، و ذلك بإحياء دار الأوبرا المصرية لأمسية فنية “مصرية – تونسية” على شرف الرئيس قيس سعيد، و ذلك تكريما لفخامته و للوفد المرافق لسيادته بمناسبة إعلان ألسنة الإدارية 2021/2022 عاما للثقافة المصرية التونسية.
إن هذه الحفاوة و البهرج في الإستقبال و التكريم الخاص لشخص قيس سعيد، لأمر يثير في أنفسنا الريبة و أكثر منها التساؤل المحير عن سبب هذه المعاملة الخاصة و الخاصة جدا التي عني بها رئيسنا في الدولة المصرية الشقيقة! و هو أمر كما سبق و أشرنا لم يحدث مع رؤساء أهم بكثير من سعيد، كانوا قد توافدوا قبله إلى مصر، و نذكر منهم على سبيل الحصر الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”.
حتى أن السيسي تولى بنفسه توديع سعيد بالمطار لحظة مغادرته للتراب المصري.
هذا و جمعت الرئيسين مكالمة هاتفية بتاريخ 12 أفريل 2021 تبادل خلالها الرئيسان الثاني بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، كما وجه الرئيس قيس سعيد شكره الخالص و امتنانه العميق على حسن و كرم الضيافة من قبل السيسي.
و لا يخف على عيون المتابعين للشأن العام و كل جديد يصدر على ألسنة السياسيين و نواب الشعب و غيرهم،،، ما تم التصريح به على الصفحة الرسمية للنائب راشد الخياري:” هكذا إحتفى الإعلام الإماراتي بالزعيم… هنيئا لمن بقي من أنصاره به
الإمارات تكشف عن عملائها في تونس (قيس سعيد + عبير موسي بمعية التيار)
كل شيء واضح وضوح الشمس الآن
هذا تأكيد لتسريبات محمد عمار”.
و في تدوينة أخرى أكد الخياري بأنه كان للرئيس قيس سعيد لقاء سري بامرأة تدعى “حِينْ كورين…إيريس كوهين”.
و بطبيعة الحال تبقى كل هذه الأخبار مجرد تخمينات لا أساس لها من الصحة، و يبقى الخياري الذي لا ينفك ينقد رئيس الجمهورية مؤخرا بأسوأ الألفاض مغردا وحيدا في السرب.. و إلى حد هذه اللحظة يبقى كلام هذا النائب لغوا فارغا يفتقر إلى الأدلة و البراهين…
هذا و قد حل السيد “وليد الحجام” الملحق بالدائرة الديبلوماسية في ديوان رئاسة الجمهورية ضيفا على برنامج “الماتينال” الذي يعرض اليوم على راديو “شمس فم” مؤكدا بأن الإنتقادات اللاذعة الموجهة لرئيس الجمهورية، بلا مبرر ذلك أن الرئيس كان جد حريص على احترام الأعراف الدبلوماسية خلال زيارته لمصر، و جل الأحاديث الداخلية التي خاضها سعيد كانت على مرأى و مسمع الجالية التونسية دون غير.
كما ندد الحجام بالانتقادات الصادرة عن التونسيين في حق النظام المصري، قائلا: “يكفي من العبث بمصالح تونس في الخارج”. هذا و شدد على أنه لا يحق لأي دولة التدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى.
كان يجب على هذه الزيارة أن تكون مجرد عرف دولي، و فرصة للتقارب بين الشعب التونسي و الشعب المصري، إلا أن المخيال الشعبي للتونسيين أبا إلا أن يكسي هذا الحدث بعدا تأويليا جد موغل في الخيال، لتكثر بذلك الإتهامات و الصدامات و ما إلى ذلك. و عليه فالإحتفاء برئيسنا في مصر، لا يمكن أن نعتبره إلا بادرة طيبة من المصريين تجاه الشعب التونسي و رئيسه.

بلال بوعلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *