جريدة الخبير

المعهد الوطني للإحصاء ينفي ما جاء على لسان عبد الوهاب معطر : إلى متى ستظل وزارة التجارة و الصناعات التقليدية تتلاعب بالألفاظ ؟

 

abdelwaheb-maatar 

أكد وزير التجارة و الصناعات التقليدية السيد عبد الوهاب معطر في مداخلته خلال اللقاء الدوري الإعلامي بقصر الحكومة بالقصبة ، مستندا إلى المؤشرات الواردة في تقرير المعهد الوطني للإحصاء ، أنه تم بعد مجهودات حثيثة تسجيل انخفاض نوعي في نسبة التضخم العام ليتقلص إلى حدود 6.5% و النزول بمؤشر التضخم بخصوص المواد الإستهلاكية الغذائية إلى مستوى 7.9% بعد أن كانت نسبته خلال سنتي 2011 و 2012 في حدود 8.8% .

المعهد الوطني للإحصاء يوضح 

 باتّصلنا بالمعهد الوطني للاحصاء أفادنا السيد إلياس العاصمي أن نسبة التضخم العام لم تشهد أي انخفاض بل هي في استقرار خلال الأشهر الثلاث الأخيرة في حدود 6.4% كما أن مؤشر المواد الإستهلاكية الغذائية سجل ارتفاعا مقارنة بشهر جوان 2012 من 7.2% إلى 7.9% .

و يعود هذا الإستقرا في نسبة التضخم لشهر جوان 2013 إلى الإستقرار المسجل في جل المجموعات الفرعية باحتساب الانزلاق السنوي حيث استقر الانزلاق السنوي لمجموعة التغذية و المشروبات في حدود 7.9% و الملابس و الأحذية في حدود 7% و السكن و الطاقة المنزلية في حدود 5.3% أما مجموعة النقل فقد شهدت ارتفاعا بين شهري ماي و جوان 2013 باحتساب الانزلاق السنوي من 6.4% إلى 7.4%.

 

  • ·     نسبة التضخم عند الاستهلاك العائلي لشهر جوان 2013 تستقر في حدود 6.4%

 

 المجموعات الأوزان 2013جوان2013 ماي 2013جوان2012ديسمبر 2013جوان2012جوان معدل06شهر2013/2012
التغذية و المشروبات 37707 0.0 2.1 7.9 8.2
التبغ 2519 0.0 0.0 7.7 7.7
الملابس و الأحذية 9271 0.9 2.8 7.1 7.3
السكن و الطاقة المنزلية 14036 0.5 3.2 5.5 4.7

الأثاث و التجهيز المنزلي

 7555 0.5 3.4 6.5 6.3
الصحة 6291 0.3 1.3 1.9 1.8
النقل 11329 0.5 1.5 7.4 5.7

 

 

الاتصالات 3472 0.0 -0.1 0.5 0.6
الترفيه و الثقافة 2132 0.9 1.8 4.4 4.0
التعليم 2331 0.0 0.0 1.7 1.8
المطاعم و النزل 4229 0.5 2.5 7.5 8.2
مواد و خدمات أخرى 3982 0.4 2.1 4.3 4.5
المجموع 100000 0.3 2.5 6.4 6.3

 

من ناحية أخرى تعود نسبة التضخم 6.4% المسجلة في شهر جوان 2013 بالأساس إلى أرتفاع مجموعة التغذية و المشروبات بنسبة 7.9% مقارنة بشهر جوان 2012 حيث ارتفعت أسعار اللحوم بنسبة 12.7% و الزيوت الغذائة بنسبة 15.8% و الغلال و الفواكه الجافة بنسبة 9.5% كذلك ارتفعت أسعار المشروبات الكحولية بنسبة 17.9%.

كما ارتفعت مجموعة اللباس و الأحذية باحتساب الانزلاق السنوي بنسبة 7.1% نتيجة ارتفاع الملابس بنسبة 7.4% و الأحذية 6.8% و الأقمشة 4.0%.

كذلك شهد مؤشر مجموع النقل ارتفاعا بنسبة 7.4% مقارنة بمستواه في شهر جوان 2012 و يعود هذا الإرتفاع بالأساس إلى ارتفاع أسعار المحلروقات بنسبة 10.2% و ارتفاع أسعار خدمات النقل العمومي و الخاص بنسبة 6.1% إضافة إلى ارتفاع أسعار السيارات بنسبة 5%.

في ذات السياق شهد مؤشر مجموعة السكن و الطاقة المنزلية ارتفاعا بنسبة 5.5% مقارنة بنفس الشهر من السنة المنقضية. و ذلك نتيجة لارتفاع أسعار الكهرباء و الغاز و الوقود بنسبة 7.3% و أسعار الإيجار بنسبة 4.6%.

كما تجدر الإشارة أن نسبة التضخم لشهر جوان 2013 دون احتساب الطاقة و التغذية بلغت 5.2% و أن نسبة الغنزلاق السنوي للمواد الحرة بلغت نسبة 7.2% مقابل 4.7% بالنسبة للمواد المؤطرة مع العلم أن نسبة الانزلاق السنوي للمواد الغذائية الحرة بلغت نسبة 8.8% مقابل 3.3% بالنسبة للمواد الغذائية المؤطرة .

  • ·     ارتفاع مؤشر الأسعار بنسبة 0.3 % خلال شهر جوان 2013 مقارنة بمستواه في شهر ماي من نفس السنة

سجل مؤشر أسعار الإستهلاك العائلي ارتفاعا بنسبة 0.3% خلال شهر جوان 2013 مقارنة بمستواه في شهر ماي من نفس السنة و يعود هذا الأرتفاع بالأساس إلى ارتفاع أسعار مجموعة النقل بنسبة 0.5% نتيجة ارتفاع أسعار السيارات 1.3% و ارتفاع مستوى مؤشر مجموع الملابس و الأحذية بنسبة 0.9% حيث ارتفعت أسعار الملابس الصيفية بنسبة 1% و أسعار الأحذية الصيفية بنسبة 0.9%.

كما شهدت مجموعة الترفيه ارتفاعا بنسبة 0.9% نتيجة ارتفاع أسعار الخدمات الترفيهية و الثقافية بنسبة 2.2% و التجهيزات الترفيهية و التقافية بنسبة 0.3%.

أما مجموعة التغذية و المشروبات فقد شهدت استقرارا مقارنة بشهر ماي 2013 حيث شهدت بعض المواد تراجعا في أسعارها و بعض المواد الأخرى ارتفاعا .

أهم المواد نسبة التغيير الشهري
الخظر الطازجة

1.2%-

لحم البقر

0.9%-

لحم الضأن

0.7%-

الغلال الطازجة

0.4%-

البيض

0.1%

                المشروبات

0.3%

الأسماك الطازجة

%0.7

 

 

الزيوت الغذائية

1.6%

الدواجن

3.6%

 

مع كل هذا الارتفاع الملحوظ بالخصوص في المواد الغذائية للاستهلاك مثل (اللحوم و الأسماك و الزيوت الغذائية و الغلال و الفواكه الجافة و المشروبات) لمؤشر شهر جوان 2013 لا يمكن أن نصف ذلك ” بالإنخفاض ” حتى و إن كانت الصفة ” انخفاض نوعي ” و هنا لا نعرف على ماذا استندت وزارة التجارة و الصناعات التقليدية و على رئسها السيد عبد الوهاب معطر ليصرح بانخفاض نوعي في نسبة التضخم العام و نحن على أبواب شهر رمضان الذي تتضاعف فيه الأسعار مرة و نصف على الأقل . 

و المواطن التونسي اليوم لا تعنيه الإحصائيات في شيء فما فائدة أن يصرح و زير التجارة بأن التضخم العام في انخفاض ما دامت الأسعر في ارتفاع متواصل  فالتونسي اليوم و مع حلول شهر رمضان  دخل أيضا في موجة من التساؤلات و التشكيات كلها تتمحور حول وجبته اليومية التي بات من الصعب توفيرها أمام غلاء الأسعار و تضاربها من مكان إلى آخر في غياب تام للمراقبة و التحكم في الأسعار و هذا واضح لأي شخص يدخل الأسواق العمومية و المغازات الكبرى يلاحظ عدة نقاط هامة و خطيرة لأن الأمر يتعلق بالقدرة الشرائية لدى التونسي نتيجة عدّة خروقات و تجاوزات متواصلة و مستمرة رغم ما نسمعه من وعود للسيطرة على موجة الغلاء و وضع حد للتجاوزات و اعتماد أليات جديدة فهل أن التونسي الذي بات محتارا و هو يواجه أسعارا من نار قادر على انتظار نتائج ” آليات التسعير الإضطراري” التي صرح باعتمادها وزير التجارة ؟

أما بخصوص ” إحداث عدة نقاط بيع من المنتج إلى المستهلك و ذلك بولايات تونس الكبرى و بعض مناطق الجمهورية الأخرى ” فهذا لن يساعد أبدا على حلّ مشكل ” الأسعار النارية ” لأن هذه الأسواق لا يمكن أن تشمل كل التونسيين على حد السواء فهي ستكون في مناطق محددة يعلمها البعض و يجهلها الكثير و من جهة أخرى نأخذ مثلا أن نقطة البيع من المنتج إلى المستهلك تنتصب وسط العاصمة فما الذي سيغير من أمر أولائك الذين يسكنون في ضواحي المنطقة مثلا  ” دوار هيشر و واد اليل و العقبة ”  حتى و إن قدموا للتبضع من نقطة البيع المعتمدة فلن يفيدهم ذلك في شيء لأن التنقل مكلّف فالذي سيربحه المواطن من هنا سيخسره هناك  .

فهل من عمل جدي و مجدي بحق يجنب التونسي بطبقتيه الوسطى و الضعيفة النار التي يكتوي بها يوميا و التي تنذر إن تواصلت دون حلول جذرية بملامسة عتبة الفقر ؟

حنان العبيدي  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *