في ظلّ تزايد المخاطر المرتبطة بحمّى وادي المتصدّع (FVR)، ورغم عدم تسجيل تونس لأي إصابة إلى اليوم، تعمل السلطات على تعزيز جاهزيتها الوقائية نظرًا لتوفّر عوامل تساعد على انتقال المرض، مثل الظروف المناخية الملائمة، ووجود ناقلات حشرية، بالإضافة إلى حركة الحيوانات عبر الحدود.
وفي هذا السياق، تنظّم منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، بالتعاون مع المصالح البيطرية التونسية، ورشة وطنية تمتد خمسة أيام بالعاصمة، في إطار مشروع صندوق الجوائح، بهدف دعم إجراءات الوقاية والاستعداد لمختلف الأوبئة، وفق مقاربة “الصحة الواحدة” التي تجمع بين الصحة البشرية والحيوانية والبيئية.
تعزيز الانذار المبكر بأداة تقنية متطورة
الورشة ستركّز على تطوير نظام الإنذار المبكر من خلال إدماج معايير دعم القرار التي طوّرتها الفاو للكشف المبكر عن حمّى وادي المتصدّع.
وتعتمد هذه الأداة الرقمية على تحليل بيانات مناخية حينية ومعطيات بيئية، لتوليد خرائط ديناميكية للمخاطر وتوقعات تمتد لثلاثة أشهر قبل ظهور أي تفشٍّ محتمل.
وقد تم استخدام هذه الأداة لأول مرة في شرق إفريقيا بين 2019 و2020، وكانت نتائجها فعّالة في مراقبة البيئة وتحديد المناطق عالية الخطورة.
أهداف الورشة
تهدف الورشة إلى:
-
رفع القدرة الوطنية على التوقّع المبكر لمخاطر الحمى.
-
تكييف الأداة التقنية لتناسب الخصوصيات البيئية والوبائية في تونس.
-
تطوير مهارات الفرق الوطنية في تحليل البيانات ورسم الخرائط وتفسير الإنذارات.
-
تعزيز التعاون بين القطاعات عبر منهج “الصحة الواحدة”.
-
تحسين الاستجابة للأمراض الحيوانية المنشأ عبر تنسيق مؤسسات الصحة العامة والبيطرية.
مشاركة واسعة ومتعدّدة التخصصات
تجمع الورشة حوالي ثلاثين خبيرًا من مختلف المؤسسات المعنية بمراقبة الأمراض، بمشاركة:
-
إطارات من الصحّة العامة
-
أطباء بيطريين
-
مختصين في علم الحشرات
-
ممثلين عن البلديات
وهو ما يجعل الورشة منصة للتعاون متعدد القطاعات الضروري لمواجهة الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان.
برنامج الورشة
يتضمّن البرنامج:
-
يومين لمشاورات الخبراء حول تقييم وتصنيف مخاطر المرض
-
يومًا ثالثًا للتدريب العملي على استخدام الأداة التقنية
-
زيارة ميدانية لتقييم تطبيقات الإنذار المبكر
-
جلسة ختامية لوضع خارطة طريق وطنية لمواجهة حمى وادي المتصدّع
خطوة لتعزيز الأمن الصحي والغذائي
من خلال تعزيز المراقبة والإنذار المبكر، تسعى تونس إلى حماية صحة الإنسان والحيوان، وضمان الأمن الغذائي، ورفع مقاومة المنظومة الفلاحية للصدمات الوبائية والظواهر المناخية المتطرفة.

















