كشف المعهد الوطني للإحصاء، اليوم الاثنين، عن أبرز مؤشرات التعداد العام للسكان والسكنى لسنة 2024، وذلك خلال الاجتماع السادس للجنة الوطنية للتعداد، حيث أظهرت الأرقام صورة دقيقة عن أوضاع الأسر التونسية في مجالات السكن والخدمات الأساسية والتعليم والتكنولوجيا.
ثقافة الملكية السكنية
وبيّنت البيانات أن 75.1% من الأسر التونسية تمتلك مساكنها، ما يعكس رسوخ ثقافة الملكية باعتبارها أحد ركائز الاستقرار الاجتماعي والأمني، ويؤشر على أن أغلب العائلات تفضّل الاستثمار في السكن كأولوية أولى.
خدمات أساسية شبه معمّمة
أما على مستوى النفاذ إلى الخدمات الأساسية، فقد كشف التعداد أن 97.7% من المساكن مرتبطة بشبكة الكهرباء، وهو ما يعدّ مؤشرا على التقدّم في تعميم البنية التحتية الأساسية وربط مختلف المناطق بخدمات حيوية.
تعليم: نسب تمدرس مرتفعة… لكن الانقطاع قائم
على صعيد التعليم، بلغت نسبة التمدرس لدى الفئة العمرية 6 – 14 سنة حوالي 97.3%، وهي نسبة عالية تُبرز الجهد المبذول في تعميم التعليم الأساسي.
غير أنّ التحدّي ما يزال قائما، إذ سجّل التعداد وجود 4.5% من الأطفال بين 6 و16 سنة خارج المنظومة المدرسية، ما يطرح تساؤلات حول أسباب الانقطاع المبكّر وسبل معالجته.
التكنولوجيا في قلب المشهد الأسري
أما بخصوص التجهيزات الحديثة، فقد أظهر التعداد أن 59.5% من الأسر تمتلك أجهزة تلفاز ذكية، فيما 40.4% فقط مرتبطة بشبكة الإنترنت. هذه الأرقام تكشف عن فجوة رقمية لا تزال قائمة بين الفئات الاجتماعية والجهات، رغم الانتشار المتزايد للتكنولوجيا في الحياة اليومية.
صورة شاملة للمجتمع التونسي
تؤكّد هذه المؤشرات أن تونس حققت تقدّما ملموسا في مجالات السكن والخدمات الأساسية والتعليم، لكنها ما تزال أمام رهانات كبرى تتعلّق بمقاومة الانقطاع المدرسي وتوسيع رقعة النفاذ إلى التكنولوجيا الحديثة بما يقلّص الفوارق الاجتماعية والجهوية.