ثلاث ليالٍ من التوتر العنصري تهز بلدة توري باتشيكو جنوب شرق إسبانيا
أعلنت السلطات الإسبانية عن توقيف عشرة أشخاص منذ الجمعة الماضي، على خلفية أعمال شغب عنصرية اندلعت في بلدة توري باتشيكو التابعة لمنطقة مورسيا، وذلك إثر اعتداء تعرض له رجل مسن يُعتقد أنه نُفّذ من قبل مهاجرين من شمال أفريقيا.
وأكدت ماريولا غيفارا، ممثلة الحكومة المركزية، أن الاشتباكات التي استمرت لثلاث ليالٍ شهدت صدامات بين متطرفين يمينيين ومهاجرين، وأوضحت أن الشرطة أوقفت 3 مهاجرين – أحدهم في إقليم الباسك أثناء محاولته مغادرة البلاد نحو فرنسا – للتحقيق في حادثة الاعتداء على متقاعد يبلغ من العمر 68 عامًا، تعرّض للضرب المبرح في الشارع.
تصعيد عنيف وموقوفون من الجانبين
السبعة الآخرون من الموقوفين، وهم ستة إسبان ومغربي، أُوقفوا بسبب تورطهم في أعمال عنف وشغب تلت الحادثة، ويواجهون اتهامات بـالإخلال بالنظام العام، التحريض على الكراهية، والإيذاء المتعمد. وقد حددت السلطات هويات نحو 80 شخصًا شاركوا في الاضطرابات، غالبيتهم من خارج البلدة ومن أصحاب السوابق.
استغلال يميني للحادثة وسط توتر مجتمعي
واندلعت الاضطرابات بعد انتشار مقطع فيديو يُظهر تعرّض “دومينغو”، المتقاعد الستيني، للضرب من طرف ثلاثة شبان يُشتبه في أنهم من أصول مغاربية، مما أثار موجة غضب استغلتها مجموعات من اليمين المتطرف لتنظيم مسيرات تحريضية في شوارع البلدة.
وشاركت في التصعيد حركات متطرفة من خارج المنطقة، بينها مجموعة “اطردوهم الآن”، التي دعت عبر تطبيق “تلغرام” إلى مطاردة المهاجرين المغاربة، ما استوجب تدخلاً أمنيًا موسعًا لاحتواء الوضع.
دعوات لوقف العنف وطمأنة المهاجرين
من جانبها، أدانت الجمعية المغربية لدمج المهاجرين ما وصفته بـ”الهجمات العنصرية”، مطالبة السلطات بضمان الحماية الكاملة للمهاجرين ووقف التحريض ضدهم.
أما رئيس بلدية توري باتشيكو، بيدرو أنخيل روكا، فقد أكد أن الأوضاع باتت “تحت السيطرة” منذ مساء الأحد بفضل الانتشار الأمني، مشيرًا إلى أن المهاجرين يمثلون 30% من سكان البلدة، ومعظمهم من الأصول المغربية ويعملون في القطاع الزراعي.
وشدد روكا على ضرورة مكافحة الجريمة، محذرًا في ذات الوقت من استغلال اليمين المتطرف للحوادث الفردية لتأجيج التوترات العرقية.
الجالية المغربية الأكبر في إسبانيا
يُذكر أن المغاربة يمثلون أكبر جالية أجنبية في إسبانيا، حيث يبلغ عددهم قرابة 920 ألف شخص، تليهم الجالية الرومانية بـ620 ألفًا، بحسب بيانات المعهد الوطني للإحصاء.