سامي غابة
في أعقاب مشاركة الترجي الرياضي التونسي في بطولة العالم بأمريكا، والتي لم تحقق النتائج المرجوة، يتطلع الجمهور والمنخرطون إلى تواصل أكثر وضوحًا من الهيئة المديرة. ففي مثل هذه الظروف، يكتسي الحوار والشفافية أهمية قصوى لتعزيز الثقة وتجنب أي لبس أو تأويلات.
من المنطقي أن ينتظر المشجعون إيضاحات حول الخطط المستقبلية للنادي، خاصة مع اقتراب انطلاق البطولة الوطنية في الثالث من أغسطس المقبل. كما أن المبلغ المالي الذي تحصل عليه الفريق من المشاركة في البطولة، والمقدر بحوالي 30 مليارًا، يطرح تساؤلات مشروعة حول كيفية توظيفه لتعزيز الفريق، سواء عبر التعاقدات الجديدة أو تجديد عقود اللاعبين الحاليين.
وفي خضم هذا الصمت الإداري، نلاحظ أن منصات التواصل الاجتماعي تعج بالآراء والتحليلات، حيث يتحول كل مستخدم إلى “ناطق رسمي” باسم الجماهير، كلٌ حسب رؤيته الخاصة. فالبعض يطالب بتوظيف الأموال في تعزيز التشكيلة بانتقاء لاعبين جدد، بينما يرى آخرون أن الأولوية يجب أن تكون للاستثمار في بنية تحتية جديدة، مثل بناء ملعب عصري. هذه التوجهات المتعددة، وإن كانت تعبر عن حرص الجماهير على مصلحة النادي، إلا أنها قد تزيد من حالة الارتباك في غياب توجيه واضح من القيادة.
إننا نؤمن بأن الهيئة المديرة تدرك جيدًا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، وأنها تعمل بدأب من أجل مصلحة النادي. لكننا نعتقد أيضًا أن المزيد من الانفتاح على الجماهير، عبر جلسات إخبارية أو بيانات توضيحية، من شأنه تعزيز الروح الجماعية وتهدئة المخاوف. فالتواصل الواضح ليس مجرد مطلب جماهيري، بل هو ركيزة أساسية للإدارة الناجحة في أي مؤسسة رياضية كبيرة.
نحن على ثقة بأن الهيئة المديرة ستتخذ الخطوات اللازمة لطمأنة الجميع، وتوضيح الرؤية المستقبلية للنادي، بما يضمن استقرار الفريق واستمراريته في المنافسات القادمة. فالترجي الرياضي التونسي يستحق الأفضل، وجماهيره الواعية تنتظر ما يعزز ثقتها في مسيرة النادي نحو تحقيق الأهداف المرجوة.