في تحذير صارخ جديد، أظهرت أبحاث علمية حديثة أن الصفائح الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي تتجه نحو ذوبان لا رجعة فيه، ما يهدد برفع منسوب مياه البحار بمقدار عدة أمتار خلال العقود القادمة، حتى لو تمكّن العالم من كبح الاحتباس الحراري عند عتبة 1.5 درجة مئوية، وهو الهدف الذي لطالما سعت إليه اتفاقية باريس للمناخ.
ذوبان غير قابل للسيطرة
تشير الدراسات إلى أن التغير المناخي بات يسرّع من تفكك الصفائح الجليدية بمعدلات غير مسبوقة. هذا الانهيار الجليدي المحتمل لا يعني فقط خسارة بيئات طبيعية فريدة، بل كارثة إنسانية واقتصادية وبيئية تطال المليارات من البشر.
يقول البروفيسور “مارك ديلون”، أحد المشاركين في الدراسة:
“حتى لو أوقفنا الانبعاثات فورًا، فإنّ الزخم الحراري في النظام البيئي كافٍ لدفع هذه الصفائح نحو الذوبان. نحن أمام مستقبل ترتفع فيه البحار وتغمر المدن الساحلية”.
هجرة كارثية تنتظر السواحل
مع ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار مترين أو أكثر، ستضطر ملايين الأسر التي تعيش في المناطق الساحلية إلى مغادرة منازلها. مدن كبرى مثل نيويورك، أمستردام، شانغهاي، والإسكندرية باتت مهددة بالغرق، فيما تشير التقديرات إلى أن نحو مليار شخص قد يُجبرون على الهجرة المناخية خلال القرن الحالي.
عتبة الـ1.5 مئوية.. لم تعد كافية
لطالما نادت الاتفاقيات البيئية بضرورة إبقاء الاحترار العالمي دون 1.5 درجة مئوية. لكن المفارقة المرعبة التي كشفتها الدراسة هي أن هذا الهدف، حتى لو تحقق، لن يمنع كارثة ارتفاع مستوى البحار، نظراً للتأثير المتراكم للانبعاثات السابقة، وتسارع تفكك الكتل الجليدية.
العالم مطالب بالتحرّك.. ولكن الوقت يضيق
بات واضحًا أن مجرد تخفيض الانبعاثات لم يعد كافيًا. تحتاج البشرية إلى خطط تكيف واسعة النطاق تشمل:
-
بناء حواجز بحرية عملاقة.
-
نقل البنية التحتية الحيوية بعيدًا عن السواحل.
-
إعادة تصميم المدن لتكون قادرة على مقاومة الفيضانات.
-
وخصوصًا: استثمارات ضخمة في تكنولوجيا إزالة الكربون من الجو.
الرسالة أوضح من أي وقت مضى
التغير المناخي لم يعد خطرًا بعيدًا أو نظرية جدلية. إنه واقع يومي، يتطلب تعبئة عالمية عاجلة. التقاعس الآن يعني ترك إرث كارثي للأجيال القادمة، وتضييع فرصة أخيرة للحد من آثار ارتفاع البحار التي باتت تطرق أبوابنا.