في تطوّر دبلوماسي لافت، استضاف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، قائد الجيش الباكستاني المشير عاصم منير، في اجتماع غير مسبوق عُقد في البيت الأبيض، تخللته مأدبة غداء رسمية، دون حضور أيّ مسؤول مدني باكستاني رفيع.
وتمثل هذه الخطوة سابقة في العلاقات الأميركية الباكستانية، حيث تعدّ المرة الأولى التي يلتقي فيها رئيس أميركي بقائد الجيش الباكستاني بشكل مباشر ومنفرد، مما يبرز أهمية المؤسسة العسكرية الباكستانية في رسم السياسة الإقليمية والدولية لإسلام آباد.
دوافع وتوقيت
ويأتي الاجتماع في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط بعد تبادل القصف بين إيران وإسرائيل، وفي وقت تسعى فيه باكستان لتفادي التورّط في أي صراع إقليمي مباشر. ويُرجّح، بحسب مصادر باكستانية، أن يكون منير قد حث ترامب على دفع مسار وقف إطلاق النار، خاصة أن السفارة الباكستانية في واشنطن تمثل المصالح الإيرانية منذ قطع العلاقات بين طهران وواشنطن.
أبعاد إقليمية
الاجتماع يتزامن أيضاً مع جهود أميركية لاحتواء التوتر بين الهند وباكستان، الجارتين النوويتين، بعد مواجهات عسكرية دامت 4 أيام في كشمير الشهر الماضي.
وكان ترامب قد أعلن مؤخراً أن وقف إطلاق النار تم بوساطة أميركية، لكن الهند نفت بشدة أي دور خارجي، مؤكدة أن التهدئة جاءت من خلال قنوات الاتصال العسكرية المباشرة.
ردود ومواقف
وقد شكر الجانب الباكستاني واشنطن على “الدور البنّاء” الذي لعبته، بينما اعتبر مراقبون اللقاء دليلاً على محاولة ترامب تعزيز نفوذ بلاده في جنوب آسيا، خصوصاً مع صعود الصين واستمرار التعاون الدفاعي بين واشنطن ونيودلهي.
خلفيات إضافية
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان شهدت فتوراً خلال رئاستي ترامب وبايدن، نتيجة تقارب واشنطن مع الهند، وتباين المواقف حيال الوضع في أفغانستان. لكن اللقاء الحالي قد يشكّل بداية إعادة تموضع إستراتيجي في المنطقة، في حال تطورت هذه المحادثات إلى تنسيق أوسع.