في خطوة جديدة ضمن جهودها لإعادة الهيكلة وتقليص التكاليف، كشفت صحيفة “غلوبس” الاقتصادية الإسرائيلية أن شركة إنتل الأميركية تعتزم تسريح نحو 800 موظف من مصنعها في مستوطنة كريات غات جنوب إسرائيل، في إطار خطة عالمية لخفض الوظائف تشمل أقسام الإنتاج في منشآت الشركة حول العالم.
خطة عالمية شاملة
ووفق مذكرة داخلية مسرّبة، قال ناغا شاندراسيكاران، نائب رئيس إنتل لشؤون التصنيع، إن الشركة ستبدأ في يوليو/تموز المقبل تقليص ما بين 15% إلى 20% من العاملين في أقسام التصنيع حول العالم.
وأضاف شاندراسيكاران:
“ندرك صعوبة هذه الخطوات، لكنها ضرورية لمواجهة التحديات المالية الراهنة وضمان استدامة الشركة على المدى الطويل”.
وتمثل هذه الإجراءات جزءًا من خطة تقشف واسعة قد تطال نحو 10 آلاف موظف عالميًا، من أصل قوة عاملة تتراوح بين 100 و109 آلاف، خاصةً بعد أن سرّحت الشركة 17 ألف موظف في عام 2023.
كريات غات.. الموقع الأبرز خارج أميركا لا يُستثنى
وتُعد منشأة “كريات غات” واحدة من أهم منشآت إنتل الإنتاجية خارج الولايات المتحدة، إذ يعمل فيها نحو 4 آلاف موظف، وتُستخدم لإنتاج رقائق متقدمة بتقنيات 7 و10 نانومترات، إلى جانب لعبها دورًا في إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في المصانع الأخرى التابعة لإنتل عالميًا.
لكن رغم أهمية هذا المصنع، إلا أن التقديرات تفيد باحتمال فقدان 20% من الوظائف فيه، أي نحو 800 وظيفة، ما يعكس حجم الضغط المالي الذي تواجهه الشركة.
وبحسب ما ورد، تشمل خطة إعادة الهيكلة كذلك تقليص عدد المديرين الوسيطين، وتبسيط الإجراءات الإدارية وتقليل الطبقات البيروقراطية، وذلك ضمن سعي إنتل إلى استعادة الربحية في ظل تراجع أرباحها وارتفاع تكاليف التشغيل.
قلق بشأن الاستثمار في إسرائيل
توظف إنتل حاليًا حوالي 9350 شخصًا في إسرائيل، موزعين على مراكز أبحاث وتطوير ومرافق تصنيع، مما يجعل إسرائيل من أكبر قواعدها خارج أميركا.
لكن التقارير تشير إلى أن هذه التسريحات قد تفتح الباب أمام مراجعة استراتيجية الاستثمار في إسرائيل، خاصةً في ظل:
-
ارتفاع تكاليف التشغيل والعمالة مقارنة بدول أخرى
-
الاضطرابات الأمنية المتكررة في المنطقة
-
منافسة عالمية متزايدة في قطاع أشباه الموصلات
ورغم أن إنتل أكدت مرارًا أن إسرائيل ستبقى “جزءًا محوريًا” من إستراتيجيتها العالمية، فإن الإجراءات الحالية تُثير تساؤلات حول مدى التزام الشركة بالاستثمار طويل الأجل في المنطقة، حسبما نقلت الصحيفة.
خاتمة: مؤشرات على تحولات في صناعة الرقائق
تأتي هذه التطورات في وقت تمر فيه صناعة الرقائق الإلكترونية بتحولات هيكلية، بفعل:
-
تباطؤ الطلب العالمي بعد فورة “كورونا”
-
تحولات جيوسياسية أثرت في سلاسل التوريد
-
سباق عالمي في الاستثمار بـ”الذكاء الاصطناعي” والمعالجات المتقدمة
وقد يُنظر إلى تقليص وظائف “إنتل” ليس فقط كقرار تقشفي، بل أيضًا كمؤشر على إعادة تموضع إستراتيجي في سوق تشهد تنافسًا حادًا مع شركات كبرى مثل “AMD” و”TSMC” و”Nvidia”.