المستثمرون في حالة ترقب وسط تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل.. وقرار الفدرالي الأميركي يحدد المسار
تراجعت أسعار الذهب والدولار الأميركي اليوم الأربعاء وسط حالة من الحذر الشديد في الأسواق، حيث تتقاطع تطورات الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط مع ترقّب المستثمرين لقرار مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة.
وبحسب بيانات التداول، انخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.09% ليسجل 3385.81 دولارا للأوقية، بينما هبطت العقود الأميركية الآجلة بنسبة 0.17% لتصل إلى 3401 دولار.
ويأتي ذلك في وقت اشتدت فيه المواجهات بين إيران وإسرائيل، مع استمرار القصف الجوي والدعوات الأميركية لاحتواء الموقف، مما عزز حالة عدم اليقين لدى المستثمرين ودفعهم إلى تقليص رهاناتهم على الأصول الحساسة كالمعادن والعملات.
بنك “إيه إن زد”: المخاطر الجيوسياسية والتباطؤ الأميركي يعززان فرص خفض الفائدة
أشار محللون في بنك “إيه إن زد” إلى أن الذهب ما زال يتحرك بشكل متذبذب، مع تأثره بتنامي المخاطر الجيوسياسية، بالإضافة إلى البيانات الاقتصادية الأميركية الضعيفة التي صدرت هذا الأسبوع، والتي زادت من التوقعات بأن يقوم الفدرالي بخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام.
ومن أبرز هذه البيانات تراجع مبيعات التجزئة، وانخفاض الإنتاج الصناعي، وركود سوق الإسكان، وهي إشارات توحي بتباطؤ اقتصادي محتمل قد يضطر البنك المركزي إلى التدخل.
واشنطن ترسل طائرات مقاتلة إلى الشرق الأوسط
وفي موازاة ذلك، أفادت وكالة رويترز بأن الولايات المتحدة أرسلت طائرات حربية إضافية إلى الشرق الأوسط في محاولة لردع التصعيد، بعد دخول الحرب الجوية بين إيران وإسرائيل يومها السادس، وتبادل الهجمات الصاروخية بين الطرفين.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد دعا إيران إلى “الاستسلام غير المشروط”، بينما تواجه إدارته ضغوطاً كبيرة في الداخل والخارج للسيطرة على الأزمة ومنع انفجارها إقليمياً.
المعادن النفيسة الأخرى.. مكاسب محدودة
رغم تراجع الذهب، سجلت بعض المعادن النفيسة الأخرى مكاسب طفيفة، إذ:
-
ارتفعت الفضة 0.06% إلى 37.15 دولارا للأوقية
-
ارتفع البلاتين 1.7% إلى 1284.70 دولارا
-
زاد البلاديوم 0.24% إلى 1054.10 دولارا
الدولار يتراجع رغم اعتباره ملاذاً آمناً
على صعيد العملات، انخفض الدولار الأميركي أمام معظم العملات الرئيسية، رغم اعتباره تقليديًا أحد أهم الملاذات الآمنة في أوقات الأزمات.
وفقد الدولار نحو 8% من قيمته منذ بداية العام، متأثرًا بالسياسات الاقتصادية المثيرة للجدل التي ينتهجها الرئيس ترامب، وعلى رأسها الحروب التجارية وفرض الرسوم الجمركية.
وبحسب محلل العملات رودريغو كاتريل من بنك أستراليا الوطني، فإن الدولار “رغم سيولته ومكانته، لم يعد يحظى بالقوة ذاتها كملاذ آمن، وإن ظل محافظًا على بعض الدعم في حالات العزوف عن المخاطرة”.
وقد سجل الدولار في أحدث تعاملاته:
-
تراجعًا بنسبة 0.3% أمام الين الياباني إلى 144.81 ينا
-
انخفاضًا أمام الفرنك السويسري إلى 0.817
-
صعودًا لليورو بنسبة 0.14% إلى 1.149 دولار
أما مؤشر الدولار (الذي يقيس أداء العملة أمام سلة مكونة من 6 عملات رئيسية) فانخفض 0.11% بعد أن كان قد ارتفع 0.6% في الجلسة السابقة.
الأنظار تتجه للفدرالي الأميركي.. هل تُخفّض الفائدة؟
يراقب المستثمرون عن كثب اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي المقرر في وقت لاحق من اليوم، وسط توقعات بالإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير، بينما يتطلعون إلى أي إشارات حول توجهات البنك في النصف الثاني من العام.
وتكمن أهمية القرار في أنه يأتي وسط تضخم مرتفع، ونمو اقتصادي متباطئ، واضطرابات عالمية، مما يضع صانعي السياسة النقدية أمام تحدٍّ كبير في كيفية موازنة الاستقرار المالي مع تحفيز النمو.
النفط يضغط على اليورو والين
أدى ارتفاع أسعار النفط إلى قرابة 75 دولارا للبرميل إلى الضغط على عملات مثل اليورو والين، نظرًا لاعتماد كل من الاتحاد الأوروبي واليابان على واردات الطاقة، في مقابل الولايات المتحدة التي تعتبر مصدرًا صافياً للنفط.
خلاصة: الأسواق في مفترق طرق
تتفاعل الأسواق العالمية حاليًا مع خليط معقد من العوامل: توتر جيوسياسي متصاعد، بيانات اقتصادية متباينة، وترقّب لقرارات مفصلية من أكبر بنك مركزي في العالم.
وفيما يترقب المستثمرون صدور بيان الفدرالي الأميركي، فإن الذهب والدولار يعيشان تحت ضغوط غير مسبوقة، ما يجعل نتائج الساعات المقبلة حاسمة في تحديد اتجاهات الأسواق خلال الفترة القادمة.