مع تصاعد التهديدات الإيرانية وسقوط الصواريخ، لم تعد صفارات الإنذار وحدها ما يثير فزع الإسرائيليين. بل تحوّل ضعف البنية التحتية للملاجئ إلى مصدر رعب أشد، بعد سقوط قتلى جراء اختراق صاروخ إيراني لأحد الملاجئ في بيتاح تكفا.
الملاجئ.. من ملاذ إلى فخ قاتل
مقتل 4 مدنيين داخل ملجأ عام بعد استهدافه المباشر بصاروخ باليستي كشف فشلًا خطيرًا في تحصينات الجبهة الداخلية.
مقاطع مصورة من بني براك أظهرت ملاجئ مغلقة، أو مملوءة بصناديق، وسط صرخات مواطنين يتهمون السلطات بالفساد والتقصير.
الفيديوهات انتشرت كالنار على منصات التواصل، وتحولت إلى رموز لغياب الثقة بين المواطنين والمؤسسات الأمنية.
تصريحات ميري ريغيف تفجر السخط الشعبي
وزيرة المواصلات ميري ريغيف طالبت بمنع مغادرة الإسرائيليين للبلاد، ووجّهت رسالة للموجودين في الخارج:
“استمتعوا بأوقاتكم، اغتنموا الفرصة”.
التصريح وُصف بأنه استفزازي ومنفصل عن الواقع، خاصة في ظل محنة العالقين بالخارج.
ناشطة على تويتر علّقت:
“هل تدرك الوزيرة أن بعضنا لا يملك ثمن تذكرة العودة؟”.
قلق نفسي واجتماعي متصاعد
وسائل الإعلام الإسرائيلية أطلقت تغطية طارئة واستضافت مختصين نفسيين في محاولة لاحتواء الهلع العام.
أبرزت التقارير الفوضى داخل منظومة الطوارئ، واستعرضت تعليمات الدفاع المدني، لكن ذلك لم يُطمئن المواطنين.
غزة في الذاكرة.. وملف الأسرى يشعل القلق الوجودي
رغم المواجهة المفتوحة مع إيران، بقي ملف أسرى غزة حاضرا بقوة في النقاشات.
أحد الضيوف في قناة عبرية قال:
“لا يمكن الحديث عن الحصانة الوطنية بينما المختطفون ما زالوا في غزة”.
الحرب السيبرانية: تصعيد رقمي موازٍ
كشفت صحيفة جيروزاليم بوست عن ارتفاع الهجمات الإلكترونية بنسبة 700% خلال القصف الإيراني.
استهدفت هذه الهجمات البنى التحتية الرقمية الإسرائيلية، في امتداد للحرب من الجو إلى الفضاء السيبراني.
خلاصة المشهد الداخلي الإسرائيلي
المشاهد القادمة من الشارع الإسرائيلي تكشف تآكل الإيمان بفاعلية الدولة في حماية مواطنيها.
ملف الملاجئ، تصريحات المسؤولين، وعجز الأنظمة الدفاعية، كلها أدت إلى عاصفة من الانتقادات والتشكيك الشعبي.
في ظل الحرب متعددة الجبهات – جويًا، سيبرانيًا، ونفسيًا – تبدو الجبهة الداخلية الإسرائيلية أمام اختبار غير مسبوق.