أعلنت وزارة الصحة الإيرانية، صباح اليوم، ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران إلى 224 قتيلاً وأكثر من ألف جريح، منذ انطلاق العملية العسكرية فجر الجمعة الماضي.
وفي بيان رسمي، أفاد الدكتور حسين كرمانبور، رئيس مركز العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة، بأن إجمالي الضحايا بلغ 1481 شخصاً، من بينهم 1277 نُقلوا إلى المستشفيات الجامعية لتلقي العلاج، بينما تماثل 522 جريحاً للشفاء وغادروا المستشفيات.
وأوضح كرمانبور أن أكثر من 90% من الإصابات كانت بين المدنيين، لافتاً إلى أن الضحايا شملوا نساءً وأطفالاً في مناطق متعددة، ما يعكس الطابع العشوائي والمدمر للهجمات الجوية التي استهدفت منشآت ومرافق قريبة من المناطق السكنية.
“الأسد الصاعد”: هجوم استباقي وتحول خطير
وكانت إسرائيل قد أطلقت فجر الجمعة عملية عسكرية غير مسبوقة حملت اسم “الأسد الصاعد”، نفذتها عشرات المقاتلات بالتنسيق مع الجيش الأميركي، واستهدفت خلالها منشآت نووية وقواعد صواريخ ومراكز قيادة للحرس الثوري، إلى جانب اغتيال عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين.
وصرح الجيش الإسرائيلي أن العملية جاءت “استباقية” بناءً على تقدير استخباراتي بوجود تهديد وشيك. بينما أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن العملية “تستهدف بشكل دقيق البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ، والقدرات العسكرية النوعية”.
الرد الإيراني: 10 موجات من الصواريخ والطائرات المسيّرة
وردّت إيران مساء الجمعة بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، في عشر موجات متتالية حتى مساء الأحد، مستهدفة عمق الأراضي الإسرائيلية.
ووفقاً للإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الإسرائيلية، أسفر الرد الإيراني عن 14 قتيلاً وأكثر من 345 مصاباً، إضافة إلى أضرار مادية جسيمة طالت مناطق سكنية وتجارية في تل أبيب وحيفا والجنوب.
تصعيد غير مسبوق ومخاوف من الانفجار الإقليمي
يمثل هذا الهجوم الإسرائيلي الأكبر من نوعه منذ عقود، وتحولاً لافتاً من عمليات سرية واغتيالات محدودة إلى مواجهة عسكرية علنية ومفتوحة بين دولتين تمتلكان قدرات عسكرية متقدمة، وسط تحذيرات دولية من انزلاق الشرق الأوسط إلى حرب شاملة.
وعلى الرغم من جهود وساطة تقودها قطر وسلطنة عُمان، ترفض إيران حتى الآن وقف إطلاق النار قبل “استكمال ردها الكامل على العدوان”، فيما تؤكد إسرائيل أنها “جاهزة لأي سيناريو” وتواصل استعداداتها لتوسيع العمليات إذا لزم الأمر.
في ظل هذه المعطيات، تبقى المنطقة على صفيح ساخن، بينما يترقّب المجتمع الدولي خطوات أكثر فاعلية لمنع الانفجار الكبير الذي قد تتخطى تداعياته حدود إيران وإسرائيل.