في أحدث تصريحاته حول الحرب على قطاع غزة، أقرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، بارتفاع كلفة الحرب التي تشنها إسرائيل، قائلاً إن “الثمن الذي ندفعه باهظ، لكنه ضروري”. وأضاف أن إسرائيل ستواصل القتال حتى تحقيق أهدافها الكاملة، على رأسها:
هزيمة حركة حماس.
تحرير الأسرى الإسرائيليين.
ضمان عدم تحول غزة إلى تهديد مستقبلي.
وجاءت هذه التصريحات بعد مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين من لواء “غفعاتي”، إثر استهداف مركبتهم بعبوة ناسفة شمال قطاع غزة، في بلدة جباليا، ما يرفع عدد القتلى من الجنود الإسرائيليين منذ بدء الحرب إلى 861 قتيلاً، بينهم 419 سقطوا في الاجتياح البري.
الخسائر الميدانية والمشهد الإنساني في غزة
منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تُعد هذه العملية واحدة من أكثر الحروب دموية وتدميراً في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
بحسب وزارة الصحة الفلسطينية:
أكثر من 179,000 فلسطيني بين شهيد وجريح.
أكثر من 11,000 مفقود تحت الأنقاض.
نسبة عالية من الضحايا من الأطفال والنساء.
دمار شبه كامل للبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس.
نزوح قسري لأكثر من 1.7 مليون فلسطيني، في ظروف إنسانية كارثية.
ويواجه القطاع انهياراً تاماً في النظام الصحي، وسط حصار خانق ونقص حاد في المواد الغذائية والدواء والماء.
الرسائل المتبادلة والصدى السياسي
نتنياهو حاول من خلال بيانه توجيه رسالة مزدوجة:
للداخل الإسرائيلي: أن الأرواح التي تُزهق ليست “عبثية”، بل في “حرب عادلة”.
للخارج والمجتمع الدولي: تأكيد على المضي في العملية العسكرية حتى تصفية الحسابات الكاملة مع حماس.
لكن تصاعد القتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين، بالإضافة إلى فشل متكرر في إخضاع المقاومة، جعل من الحرب عبئاً داخلياً متزايداً على القيادة الإسرائيلية.
التوقعات والتحليلات
المحللون يرون أن تصريح نتنياهو يعكس ضغطًا متزايدًا داخليًا في ظل تواصل سقوط الجنود، وتضاؤل الدعم الشعبي لعملية لم تحسم أهدافها بعد.
في المقابل، الوضع الإنساني المتدهور في غزة، ومع تسارع الكارثة، يعزز المطالبات الدولية بوقف إطلاق النار.