في خطاب سنوي تاريخي أمام البرلمان التشيلي، أعلن الرئيس غابريال بوريتش عزمه تكثيف الضغوط السياسية والدبلوماسية على إسرائيل بسبب حربها المستمرة على غزة، في خطوة لافتة تُعزز من توجه تشيلي كواحدة من أبرز الدول اللاتينية المؤيدة للقضية الفلسطينية.
🇨🇱 موقف غير تقليدي في أمريكا اللاتينية
في مدينة فالباريسو الساحلية، وأمام نواب الكونغرس، استعرض بوريتش ما تبقى من جدول أعماله في الأشهر التسعة الأخيرة من ولايته. وبينما تنوع الخطاب بين ملفات الجريمة والاقتصاد وحقوق المرأة، حظي الموقف من غزة بنصيب وافر من الاهتمام المحلي والدولي.
خطوات تصعيدية ضد إسرائيل
من أبرز ما كشفه الرئيس التشيلي في خطابه:
مشروع قانون جديد لحظر الواردات القادمة من الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل “بشكل غير قانوني”.
دعم المبادرات الأوروبية، ولا سيما الإسبانية، لحظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.
استمرار قطع العلاقات العسكرية مع تل أبيب، بعد سحب الملحقين العسكريين من السفارة التشيلية في إسرائيل.
استدعاء السفير التشيلي من تل أبيب احتجاجًا على ما وصفه بـ”انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي” في غزة.
هذه الإجراءات تأتي في وقت تتصاعد فيه الضغوط الشعبية في تشيلي، خصوصًا في ظل وجود أكبر جالية فلسطينية خارج العالم العربي، مما يمنح القضية بعدًا شعبيًا ينعكس على القرار السياسي.
جدل داخلي
ردود الفعل على خطاب بوريتش كانت متباينة:
في الكونغرس: قوبل جزء من كلمته حول غزة بهتافات داعمة وأخرى معارضة، ما يعكس انقسامًا سياسيًا واضحًا تجاه سياساته الخارجية.
في الشارع التشيلي: لقيت مواقفه ترحيبًا من الجالية الفلسطينية ومنظمات حقوق الإنسان، بينما عبرت بعض القوى اليمينية عن خشيتها من “تسييس السياسة الخارجية” و”الإضرار بالعلاقات الاقتصادية”.
أبعاد دبلوماسية أوسع
بمواقفه المتقدمة، ينضم بوريتش إلى دول مثل إسبانيا، أيرلندا، والنرويج التي تبنّت سياسات أكثر جرأة في التعامل مع الحرب الإسرائيلية على غزة، سواء عبر الاعتراف بدولة فلسطين أو فرض قيود على التعاون العسكري مع إسرائيل.
كما أن هذه التحركات من شأنها أن تُشكّل ضغطًا متزايدًا على بقية دول أمريكا اللاتينية التي تتابع المشهد في غزة عن كثب، وربما تدفعها لإعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل.
خطاب الرئيس التشيلي لم يكن مجرد استعراض لإنجازات أو وعود، بل كان إعلانًا واضحًا عن تموضع جديد لتشيلي على خارطة السياسة الدولية، بوقوفها الحازم إلى جانب حقوق الفلسطينيين في غزة. وفي الأشهر القليلة المتبقية من ولايته، يبدو أن بوريتش يسعى لتسجيل موقف تاريخي قد يُلهم غيره من قادة الجنوب العالمي.