مع تواتر الأمطار في الفترة الأخيرة، تزايدت التساؤلات في الأوساط الفلاحية حول مدى تأثيرها على الموسم الزراعي وخاصة على الزراعات الكبرى والأشجار المثمرة.
فهل نحن أمام تهديد حقيقي للإنتاج أم أن الأمر لا يتجاوز بعض التخوّفات؟
في هذا الإطار، أكد الميداني الضاوي، رئيس نقابة الفلاحين في تصريح خاص لـ “الخبير”، أن الأمطار الحالية لا تُشكّل أي خطر على صابة الزراعات الكبرى بل قد تكون مفيدة في بعض الحالات وأوضح أن “الوضع لا يدعو للقلق خاصة وأن التوقيت لا يزال مناسبًا لنمو المحاصيل”.
“القرط”: الأسعار تُهدّد الموسم أكثر من المناخ
أما بخصوص مادة “القرط”، أشار الضاوي إلى وجود بعض الأضرار الطفيفة جراء الرطوبة الزائدة لكنها تظل محدودة.
وأضاف أن “الضرر الحقيقي لا يكمن في الأمطار بل في تسعيرة “القرط” التي لم تتعدى 5 دنانير وهو ما يُثقل كاهل الفلاحين ويُهدّد مردودية الموسم بصفة مباشرة”، داعيًا إلى مراجعة منظومة التسعير بما يراعي مصالح الفلاحين وظروف الإنتاج.
الأشجار المثمرة بين الأمطار والبرد
وفي ما يخص الأشجار المثمرة خصوصًا الزيتون، أوضح أن “الأمطار لا تمثل خطرًا في حد ذاتها، بل الضرر يصبح فعليًا واستثنائيًا فقط في حال تهاطل البَرَد (التبروري)، لما يسببه من أضرار مباشرة على الزهر والثمار في بدايات التكوين”.
صابة قياسية .. ومؤسسات غير جاهزة
وأشار الضاوي إلى أن الموسم الحالي يُبشّر بصابة زيتون استثنائية، إلا أن غياب الجاهزية المؤسساتية يُهدّد بخلق اختناقات كبيرة على مستوى التخزين والترويج، وقال في هذا السياق: “ديوان الزيت غير قادر حاليًا على استيعاب الصابة المنتظرة مما يفتح الباب أمام تراجع الأسعار وتضرّر الفلاحين في غياب آليات واضحة للتجميع والتخزين والتسويق”.
مخازن غير كافية واستعدادات غائبة
كما أثار مسألة البنية التحتية، قائلاً: “نحتاج إلى مخازن مجهزة تحفظ المحصول وتحميه من التقلبات والمضاربة لكن واقع التخزين في تونس مازال دون المأمول”.
دعوة للدولة: المطلوب تحرك استباقي لا ردّ فعل
وفي ختام حديثه، شدّد رئيس نقابة الفلاحين على أهمية التنسيق المسبق والاستعداد الجدي داعيًا الدولة إلى توفير المستلزمات والآليات وحلول التخزين في الوقت المناسب.
وأكد أن “النجاح لا يتحقق فقط بالأمطار بل بالتخطيط والجاهزية على كافة المستويات”.
حنان العبيدي